أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا
هكذا تدق قلوب اليائسين في قرية/مدينة سيدي يحيى الغرب، المدينة
المنسية التي تنتظر معجزة تُخرجها من غبار الإهمال، ومن كل أعماق القلب، أرفع
نداءً شفافًا وصادقًا إلى ولي العهد "الحسن الثالث" ليكمل زيارته المرتقبة
لمدينة القنيطرة بساعات إضافية إلى سيدي يحيى الغرب التي لا تبعد سوى 27 كلم
ويُفاجئ هذه المدينة الجريحة بوقفة تاريخية قد تُعيد لها كرامتها وذاكرتها، قبل أن
تُدفن بين الخراب والنسيان، والنفايات التي تغطي شوارعها وأزقتها بتحامل مكشوف...
"سيدي يحيى الغرب" ليست مجرد نقطة في الجغرافيا، إنها
حكاية مدينة أطعمت مدنًا كبرى، فُتحت أبوابها في زمن العطاء وابتُليت في زمن
الجفاء ونكران المعروف كانت تقول "لي عندي ماشي ديالي ولا ديال ولادي".
كانت في يوم ما
تنافس عمالة "أنفا" في مداخلها، واليوم لا تملك حتى مدخلًا لكرامة
أبنائها،سدت أبواب التمنية، لم تحصد من الاستثمار إلا شركة "أمازون"
التي حولت تنفس الناس إلى اختناق، ومرورهم إلى مأساة يومية، دون أي تدخل من مسؤول
أو رد فعل من جهة عليا في الاقليم.
يا ولي العهد، أناشدك وأنا إبن هذه المدينة من ديار المهجر
إيطاليا، هذه المدينة تموت ببطء، تتسول حقها في العيش بعد أن قيل إنها كانت تعيش
فائضًا قبل بضع سنين.
فأين هذا الفائض؟
ومن سرقه؟
من سرق
لُقمتها وابتسم في الصور الرسمية المناسباتية؟
لا نطلب
الكثير، فقط زيارة تُفتح بها ملفات الفساد وتحرك بها عجلات الدولة نحو مدينة سُرقت
جهارًا نهارًا، ولا أحد تحرك.
الذين نهبوا سيدي يحيى معروفون، لا يتجاوز عددهم عدد أصابع
اليد، وما زالوا يتصدرون المشهد كأنهم ملائكة الرحمة تحميهم، آن الأوان لفتح
الدفاتر العتيقة، وحجز أملاكهم التي جُمعت على أنقاض الفقراء، وإعادة ضخ تلك
الأموال في صندوق المدينة لتُبنى من جديد، لا على الورق، بل على الأرض وبين الناس.
هذه ليست دعوة للبكاء، بل
نداء صريح لا يهمني تبعاته لأجل من مدينة تتآكل، لعل سموكم ولي العهد يسمعه، فيصنع
بتاريخ زيارته لهذه الأرض فصلًا جديدًا من الإنصاف، ويمحو شيئًا من عار حكومات والتي
نسيت واحدة من مدنها التي كانت يومًا درعًا من دروع الوطن، عبر إنتقامات سياسية من
أشخاص فضحهم القضاء قبل أيام قليلة ومنهم ما قضى نحبه.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك