
أنتلجنسيا المغرب: مراكش
في مشهد يفيض بالاعتزاز والبهجة، توج المغرب يوم الأحد بمدينة
مراكش بكأس إفريقيا والشرق الأوسط للطاهيات (كأس مرجان حليمة)، خلال النسخة
الحادية عشرة من المعرض الدولي "كريماي" للضيافة وفنون الطبخ والصناعات
الغذائية، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. هذا الفوز
لم يكن مجرد لحظة تنافسية عابرة، بل احتفاء بعمق التراث المغربي في فنون الطبخ وبتفوق
نساء استطعن أن يجعلن من المطبخ ساحة للإبداع والابتكار.
التتويج المغربي، الذي حمل توقيع الطاهية الموهوبة مريم ديوان،
شكل شهادة دولية على تنوع وغنى الطبخ المغربي، الذي طالما اعتبر سفيرًا فوق العادة
للثقافة المغربية عبر العالم. وبينما حلت المملكة العربية السعودية ثانية وتونس
ثالثة، فإن
podium هذه
المسابقة منح للطبخ المغاربي والعربي إشعاعًا يعكس قدرة المرأة الطاهية على فرض
حضورها، ليس فقط في المطبخ، بل أيضًا في الساحة الدولية حيث التميز والمنافسة على
أرفع الجوائز.
مريم ديوان، التي رفعت الكأس وسط تصفيقات الحاضرين، أكدت أن
الفوز مهدى لكل من يؤمن بقوة المثابرة والتميز، معتبرة أن الطبخ المغربي ليس مجرد
وصفات تقليدية، بل هو فن متجدد قادر على الإبداع في كل محفل عالمي. كلماتها لامست
جوهر الفخر الجماعي، حيث يتحول الإنجاز الفردي إلى نصر وطني يعكس قدرة المغرب على
تقديم إبداعاته في كل المجالات، حتى تلك التي تعتمد على النكهات والتوابل وروح
المطبخ الأصيل.
الرئيس المؤسس لمعرض "كريماي"، كمال رحال السولامي،
شدد بدوره على أن الكأس دليل حي على ريادة المغرب في فنون الطبخ، وعلى أن المملكة
صارت وجهة لا محيد عنها في الضيافة والصناعات الغذائية. النسخة الحالية من
"كريماي"، الممتدة بين 19 و23 شتنبر، لم تكن مجرد معرض، بل منصة
استراتيجية تعكس رؤية 2030 التي تسعى إلى تحديث القطاع، إدماج الرقمنة، تكريس
الاستدامة، وجعل الطبخ المغربي واجهة مشرقة لصورة المغرب دوليًا.
في مراكش، مدينة النكهات
والبهارات، كان التتويج هذه المرة باللقب الإفريقي-الشرق أوسطي للطاهيات، لكن
الرسالة الأعمق التي بعث بها هذا الحدث هي أن المغرب يظل بلدًا يصنع التميز، حتى
حين يكون "الإنجاز" مطبوخًا على نار الإبداع والمهارة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك