أنتلجنسيا المغرب:أبو دعاء
لم يعد شهر رمضان في بعض الأحياء
الشعبية بالمغرب شهر التوبة والغفران كما يُفترض، بل صار مناسبة للخصومات
والمواجهات العنيفة بسبب ما يُعرف بـ "القطعة"، حيث تتسبب المخدرات
والتدخين في اندلاع مشاجرات دامية تستعمل فيها السكاكين والسيوف تحت تأثير الغضب
والحرمان.
ففي حي الإنبعاث بسلا، نشب نزاع حاد
بين شابين يدعيان " ح. و" بعد أن رفض الأول منح الثاني "سيجارة
كيف"، ليتحول النقاش إلى اشتباك بالسيوف انتهى بنقل واحد إلى المستشفى
واعتقال الاخر بعد تدخل الشرطة.
وفي درب السلطان بالدار البيضاء،
تسببت سيجارة حشيش في مشادة بين " ك.س" أمام أحد المقاهي، حيث أشهر
الأول سكينا وهدد بطعن الثاني قبل أن تتدخل الشرطة وتقتادهما إلى مخفر الأمن، فيما
علّق أحد الحاضرين ساخرًا: "كان الأولى أن يفطر بدلا من أن ينتهي ليلته في
الكوميسارية!"، في إشارة إلى تأثير "القطعة" على مزاج المدخنين
خلال النهار.
أما في حي مولاي رشيد بالدار البيضاء،
فقد اندلعت معركة بين " أ.د " بسبب خلاف حول ثمن "قطعة" من
الحشيش، حيث تبادلا الضرب داخل زقاق ضيق، ما أدى إلى تدخل الجيران والشرطة معًا،
وعند اقتيادهما إلى المخفر، قال أحد الضباط: "رمضان شهر المغفرة، لكن بعض
الناس يحولونه إلى شهر الجرائم"، في إشارة إلى ارتفاع عدد المعتقلين بسبب
مشاجرات المخدرات والتدخين.
هذه الحوادث ليست سوى نموذج لما تشهده
بعض المناطق في رمضان، حيث تتحول مراكز الشرطة إلى أماكن تعج بالموقوفين أكثر من أسواق
السمك والخضر، وسط استياء شعبي من هذه السلوكيات التي لا تمت بصلة لتقاليد
المغاربة وقيم الدين الإسلامي.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك