
أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
أعلنت وزارة الداخلية في بيان رسمي عن
حصيلة الخسائر والإصابات التي شهدتها عدة مدن مغربية خلال الاحتجاجات الأخيرة،
أرقام دقيقة وموثقة تكشف عدد المصابين من رجال الأمن والقوات المساعدة، وعدد السيارات
التي تعرضت للحرق والتخريب، حيث أن هذه الأرقام تبقى صادرة عن جهة رسمية لا يمكن
تكذيبها، إلا أن خلفياتها مرتبطة بتحول احتجاجات سلمية إلى مواجهات بعد الإفراط في
استعمال القوة، "راه كان التعدو والظلم كثر من لقياس " .
المشهد الذي رسمته الداخلية بأرقامها
يضع الرأي العام أمام حقيقة صادمة، وهي أن غضب الشباب خرج عن السيطرة بعدما شعروا
بالقهر والتهميش واللامبالاة، لكن ذلك لا يعفي من ضرورة التمسك بالسلمية في كل
أشكال التعبير عن المطالب، لأن الوطن بحاجة إلى احتجاج حضاري لا إلى خسائر مادية وبشرية،
"ولكن نعود ونقول البادي أظلم".
رغم كل ما وقع، المواطنين اليوم لا
ينتظرون فقط بيانات عن سيارات محروقة أو إصابات في صفوف الأمن...والمتظاهرين، بل
ينتظرون بشغف إعلاناً شجاعاً يكشف عن حجم الأراضي السلالية المنهوبة من أصحابها
ذوي الحقوق والمساكن التي هدت فوق رؤوس ساكنيها بحجة نزع الملكية لبناء مشاريع...،
وعن أسماء النواب الذين يشتغلون خارج القانون ويبرمون صفقات مشبوهة، حيث القاعدة، "ما
بني على باطل فهو باطل" .
المغاربة كذلك يتطلعون إلى كشف ملفات
الفراقشية الذين راكموا الثروات على حساب خيرات البلاد والعباد، في الوقت الذي
يرزح فيه المواطن تحت وطأة غلاء الخضر وتدهور القدرة الشرائية، كما ينتظرون فضح
أسماء العصابات التي سرقت أحلام الأسر في مستشفيات محترمة ومدارس تليق بأطفالهم.
وزارة الداخلية تعرف جيداً هذه
الملفات الثقيلة، لكنها لم تفرج عنها منذ سنوات طوال، ولو أنها بادرت في وقتها
لتحملت الوزارات والقطاعات الأخرى مسؤوليتها كاملة ولما وصلت الأوضاع إلى ما هي
عليه اليوم، المغرب كان وسيبقى بلد الصبر والسلام، "لكن الصبر لا طال
كيدبر" .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك