أنتلجنسيا المغرب
في تقرير صادم لمؤشر "مهارات المستقبل العالمي" الصادر عن مؤسسة Quacquarelli Symonds، جاء المغرب ضمن أسوأ خمس دول عالميًا في ملاءمة مهارات الخريجين لاحتياجات سوق العمل، محتلاً المرتبة 78 من أصل 81 دولة.
التقرير الذي يهدف إلى قياس جاهزية الدول لمواكبة تحولات سوق العمل، كشف عن هوة عميقة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل في المغرب، خصوصًا في ظل تسارع التحول الرقمي وصعود الذكاء الاصطناعي.
ملاءمة المهارات:
حصل المغرب على 17.01 نقطة فقط من 100، وهو مؤشر يعكس ضعف تأهيل الخريجين لتلبية احتياجات السوق.
مستقبل العمل:
سجلت المملكة 53.8 نقطة، وهو أداء متوسط مقارنة بالتحديات المستقبلية.
التحول الاقتصادي:
اكتفى المغرب بـ 20.8 نقطة، مما يبرز البطء في تحقيق التحولات الهيكلية للاقتصاد الوطني.
وعلى الصعيد العربي، احتلت الإمارات المرتبة الأولى عربيًا (29 عالميًا) بمعدل 74.9 نقطة، تليها السعودية (38 عالميًا)، بينما تراجعت دول شمال إفريقيا، مثل الجزائر وتونس، إلى قاع الترتيب.
عالميًا، تصدرت الولايات المتحدة القائمة بـ 97.6 نقطة، تليها المملكة المتحدة وألمانيا، مما يعكس الفجوة الكبيرة بين الدول المتقدمة والمغرب في مؤشرات المهارات المستقبلية.
التقرير سلط الضوء على الفجوة الكبيرة بين المهارات التي يمتلكها الخريجون وما يبحث عنه أصحاب العمل، خصوصًا في مجالات ريادة الأعمال والابتكار. كما أشار إلى افتقار المناهج الدراسية للمرونة والحداثة اللازمة لتلبية احتياجات العصر.
دعا التقرير إلى اتخاذ إجراءات جذرية لسد الفجوة بين التعليم وسوق العمل، منها:
1. إصلاح شامل للمناهج التعليمية لتتضمن مهارات الابتكار وريادة الأعمال.
2. تعزيز الشراكات بين المؤسسات التعليمية وأصحاب العمل لتوفير فرص تدريب حقيقية.
3. تشجيع الاستثمار في البحث والتطوير وخلق بيئة مواتية للابتكار.
4. تحسين البنية التحتية التكنولوجية لدعم التحول الرقمي.
تصنيف المغرب في ذيل القائمة يطرح تساؤلات ملحة حول جدية الإصلاحات الحكومية في قطاع التعليم والتشغيل. في ظل المنافسة الإقليمية والعالمية، أصبح الاستثمار في رأس المال البشري ضرورة حتمية لضمان مستقبل اقتصادي مستدام ومواكبة التحولات العالمية.
هل ستتحرك الحكومة لإحداث تغيير حقيقي، أم سيظل التعليم المغربي رهين سياسات متقادمة؟
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك