بقلم : د .محمد احدو
إن استمرار
السؤال المحوري حول سبب إغلاق دار الثقافة بمدينة سيدي يحيي الغرب يكشف عن عطب
بنيوي في البنية التحتية الثقافية للمدينة، وهو ما أكده بوضوح الكتاب الجماعي
"إشكالية التنمية المحلية بسيدي يحيي الغرب: تصورات ومقترحات".
كان يمكن
تجاوز هذا الإغلاق لو تم الاستماع للدعوات المطالبة برفعه العاجل عن هذه المؤسسة
الوحيدة بالمدينة، خاصة وأن سيدي يحيي الغرب، بصفتها ثاني مركز حضري بإقليم سيدي
سليمان، تزخر بطاقات وكفاءات ثقافية تستحق بنية ثقافية لائقة، بل وتتطلع إلى مركز
ثقافي من الجيل الجديد.
إن استمرار
هذا الإغلاق دون معالجة يمثل خللاً صارخاً يكمن في غياب الإرادة السياسية
والثقافية لدى المسؤولين المحليين.
فالقراءة
والثقافة لا تندرجان ضمن الأولويات التنموية للمجالس المنتخبة، ما أدى إلى تجميد
المنشأة وعدم تخصيص ميزانية لصيانتها أو تطويرها. يمثل إغلاق دار الثقافة، وهي
موجودة، سوء تدبير للمرفق العمومي وفشلاً تدبيرياً واضحاً؛ إذ يعني استمرار هذا
الوضع عدم استعداد الوزارة الوصية (مندوبية الثقافة) والهيئة المنتخبة لممارسة
الضغط اللازم أو التقدم بخطوات لحل الموضوع، مهما كانت مبررات الإغلاق. فما قيمة
ممارسة النشاط الثقافي على جنبات الدار المغلقة، وكأنه قبول بوضع نشاز، دون فتح
أبواب المؤسسة التي وُجدت أساساً لاحتضان تلك الأنشطة، ودون تمكين التلاميذ
والطلبة من استغلال مكتبة المدينة الوحيدة التي كانت فضاءً لتدعيم القراءة وتنمية
المواهب؟
إن واقع
استمرار إغلاق دار الثقافة، التي يستفيد منها فئات واسعة من الساكنة والشباب
والطلبة، هو استهداف مباشر للتوجه الثقافي الذي يسعى لتعميم القراءة. وعليه،
يستدعي هذا الوضع معرفة موقف المجلس الجماعي الذي يمثل الساكنة، والمفروض فيه أن
يقدم الإجابة والمبادرة لمساءلة الجهة الوصية حول مبررات الإغلاق والتدخل للإصلاح.
لذا، يجب على الفعاليات الجمعوية والثقافية ومثقفي المدينة بالداخل والخارج
التكاثف والضغط نحو إيجاد حل جذري، وعدم الانتظار لمبادرة رسمية قد تتأخر أو لا
تأتي، لإنقاذ دار الثقافة الوحيدة من التآكل والإهمال بفعل الإغلاق المستمر.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك