النصر والهزيمة تقدر بالأهداف المعلنة للحرب وليست بالدعاية والتضليل

النصر والهزيمة تقدر بالأهداف المعلنة للحرب وليست بالدعاية والتضليل
أقلام حرة / الأربعاء 25 يونيو 2025 - 14:42 / لا توجد تعليقات:

بقلم: د.عبدالعالي حامي الدين

دولة الاحتلال شنت هجوما عدوانيا غادرا على إيران فجر يوم الجمعة 13 يونيو، استهدفت على إثره قادة عسكريين وسياسيين وعلماء نوويين، وعبر ترامب عن إعجابه ومساندته لهذا العمل الغادر وبدأ الحديث عن أهداف الحرب منها المعلنة ومنها غير المعلنة:

- إسقاط النظام السياسي القائم في طهران

 - القضاء على القدرات العسكرية الصاروخية التدميرية لايران

- استسلام إيران واعترافها بالهزيمة والرجوع لطاولات المفاوضات حول برنامجها النووي بدون شروط.

- أما حكاية البرنامج النووي فهي خدعة إسرائيلية أمريكية لإضفاء الشرعية على العدوان، كما حصل مع العراق ( خرافة امتلاك أسلحة الدمار الشامل) فايران مصادقة على معاهدة منع انتشار السلاح النووي وبناء عليها فمنشآتها تخضع لمراقبة الوكالة الدولية.

- إيران لم تعلن الحرب أول مرة وكانت في حالة الدفاع الشرعي عن سيادتها. ولذلك التزمت بقواعد الرد بالمثل سواء اتجاه إسرائيل أو أمريكا.

- الآن النتيجة على الأرض أن إسرائيل وحليفتها الاستراتيجية فشلا في تحقيق أهداف العدوان.

- النظام السياسي في إيران لم يسقط بل بالعكس حقق حوله التفاف شعبي غير مسبوق .

- فيما يتعلق بالبرنامج النووي يؤكد الإيرانيون أن برنامجهم النووي جزء من سيادتهم الوطنية ولا يمكن ان يكون محل تفاوض إلا وفق قواعد الشرعية الدولية، وبينما يخادع ترامب بأنه حطم البرنامج النووي الإيراني، تؤكد إسرائيل أن البرنامج النووي الإيراني لازال يشكل تهديدا استراتيجيا حقيقيا.

- بالمقابل، لأول مرة تتعرض أزيد من 150 منشأة حساسة للتدمير العسكري داخل إسرائيل من قبيل معهد وايزمان وبورصة تل أبيب وعشرات المراكز التكنولوجية العسكرية والاستخباراتية و القواعد الجوية العسكرية داخل الأراضي المحتلة.

- كما أن إيران تجاوزت كل التهويل الامريكي وردت على الاعتداء الامريكي على منشآتها النووية بقصف مقر القيادة الامريكية الوسطى في قاعدة العديد في قطر، وذلك بعد أن أبلغت القطريين معبرة عن اضطرارها لذلك دفاعا عن سيادتها.

- وهو تطور حاسم جعل ترامب يتراجع عن تهديداته بتغيير النظام في إيران و مطالبته إياها الاستسلام دون شروط، بعد أن أدرك أن مواجهة عسكرية مع إيران بدون تفويض دستوري من الكونغرس، و في ظل انقسام حاد في صفوف حركة MAGA الموالية له بشأن الحرب على إيران، و في ظل انقسام جمهوري أيضا ومعارضة حادة من طرف الديمقراطيين، ستعصف بمستقبله السياسي.

- ناهيك عن حالة الفوضى التي ستعم الشرق الأوسط و احتمال تعطل جزء مهم من سلسلة توريد الطاقة العالمية التي ستنعكس فورا على أسعار البترول ليصل إلى 200 دولار بكل سهولة.

كل هذا، وفي ظل انشغال الآلة العسكرية للحلف الأطلسي بالنزاع الروسي الاوكراني الذي طال أمده، فاجئ ترامب الجميع بما فيهم مساعديه الأقربين بإعلان وقف إطلاق طلاق النار، يشبه إلى حد كبير إعلانه لوقف إطلاق النار مع الحوثيين بدون مقدمات.

لقد سارع ترامب إلى الضغط على دولة الاحتلال للقبول بوقف إطلاق النار لأنها ليست قادرة على تحمل كلفة الصواريخ الفرط صوتية المتطورة جدا والتي استخدمت ثاني مرة في تاريخ الحروب، من طرف إيران بعد أن سبقت  روسيا الى استعمالها ضد اوكرانيا.

ما نتج عنه انهيار عقيدة الوطن الآمن لدى الإسرائيليين وهي العقيدة الأساس لدولة الاحتلال، التي ستكون محل مقال مفصل بحول الله.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك