"حسن بناجح" يكتب "ضوان القسطيط": صوت لفلسطين خنقوه فجرا

"حسن بناجح" يكتب "ضوان القسطيط": صوت لفلسطين خنقوه فجرا
أقلام حرة / الخميس 05 يونيو 2025 - 19:00 / لا توجد تعليقات:

بقلم د.حسن بناجح

رئيس المكتب السياسي لجماعة العدل والإحسان.

في واحدة من أكثر اللحظات قسوة ووجعا، وبينما الأمة تستقبل ليلة عرفة بقلوب واجفة وعيون دامعة، وعلى أعتاب عيد الأضحى حيث تنتظر العائلات اللقاء وتتلمس فرحة اللمة، جاء النبأ كالصاعقة: حكم بالسجن سنتين نافذتين على المناضل المغربي رضوان القسطيط.

حكم صدر فجرا، في وقت تتنزل فيه الرحمات وتُرجى فيه الاستجابة، فإذا بنا أمام فجر من نوع آخر؛ فجر يُفتقد فيه العدل وتقيد فيه الحرية، ويحاصر فيه صوت الصدق والضمير.

رضوان القسطيط لم يعتقل لأنه انتهك القانون، بل لأنه مارس حقه المشروع في التعبير السلمي عن رأيه، واصطف إلى جانب قضية عادلة تجسد التزام الأمة الديني والتاريخي والأخلاقي تجاه فلسطين. لم يسجن لأنه اعتدى على حق أحد، بل لأنه دافع عن الحق في زمن صارت فيه الكلمة الصادقة تعد جرما.

إن الحكم عليه بالسجن، على خلفية مواقفه المناهضة للتطبيع ورفضه لعبور السفن الصهيونية من الموانئ المغربية، لا يعد فقط قرارا جائرا، بل هو انتهاك صارخ للحقوق المدنية والسياسية التي تكفلها المواثيق الدولية التي تضمن لكل فرد حرية الرأي والتعبير، وحرية التظاهر السلمي، والمشاركة في الشأن العام.

إن توقيت النطق بالحكم ليس تفصيلا عابرا؛ فليلة عرفة عند المسلمين هي لحظة للصفح والمغفرة، لا للانتقام والتضييق. عشية العيد ليست زمنا لإخراس الأصوات الحرة، بل ظرفا كان يستدعي حكمة وأخلاقية قبل العدالة القانونية التي تجزم ببراءة رضوان. هذا الحكم، إذ يطفئ شموع الفرح في بيت والديه، لا يعاقب رضوان فقط، بل يعاقب الضمير المجتمعي بأسره، ويريد بعث رسالة تخويف إلى كل من تسول له نفسه التعبير عن موقف حر في قضايا الوطن والأمة.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك