بقلم:مصطفى الرميد وزير العدل والحريات العامة وحقوق الإنسان
السلام عليكم
قامت وزارةالاوقاف
والشؤون الاسلامية المغربية مشكورة،منذ سنوات ، بمجهودات جبارة خدمة للدين، وترسيخ
قيمه في المجتمع. وقد وفقت في جوانب شتى، اهمها التشجيع على حفظ القران الكريم ،
واتقان تلاوته، حتى اصبح اطفال المغرب وشبابه يحتلون الصفوف الاولى في المسابقات
القرانية، عبر العالم حفظا وتجويدا.
فضلاعن ذلك ، هناك قناة
محمد السادس ، ومعها إذاعة محمد السادس ،حيث تسجل هذه الاخيرة ارقاما قياسية في
عددالمستمعين.
واذا استحضرنا الجهود
المبذولة في طباعة المصحف الشريف ،بكافةالاحجام والالوان، وما يتصل بذلك من تشجيع
للخط العربي ، وغيره ،لاتضح ان المملكة ماضية في رعاية كلام الله من عدةوجوه...
اما على صعيد بناء
المساجد ، فبفضل جهود الوزارة، ومعها المحسنون ، وغيرهم، تتوفر المملكة على ما هي
جديرة به، باعتبارها دولة امير المؤمنين، على بنية مسجدية محترمة، تلبي حاجات
المجتمع المغربي المسلم الى حدكبير.
وقد بذلت الوزارة جهودا
مستحسنة في تنظيم شؤون المساجد، بابعادها عن التجادبات السياسية ، وحفظها من
الاختراقات الطفيلية، وكل ذلك كان ضروريا ومحمودا للحفاظ على الامن الروحي
للمغاربة ووحدتهم المدهبية.
الا ان الملاحظ ، ان
خطة تسديد التبليغ التي اعتمدت في الشهور الاخيرة ،فيما يخص خطب الجمعة ، لاقت
نوعا من الاستهجان وعدم القبول، على الاقل، بالنسبة لمن تمكنت من النقاش معهم في
الموضوع، خصوصا وانها اصبحت معلومة النصوص قبل ايام من القائها. كما ان هذ
الالقاءمن قبل جميع ائمةالجمعة، نصا واحدا لامحيد عنه، بالنقطة والفاصلة، على
امتداد التراب الوطني، جعل المساجد وكانها اذاعة وطنية: نص واحد باصوات مختلفة،
بدون روح ولامواءمة او ملاءمة.
ان الامر يتعلق بفكرة
مقبولة مبدئيا، لو انها خضعت لشيء من التعديل والعقلنة والاعتدال في التصريف
والتنزيل، وذلك باختيار عدد وفير من الخطب في كل موضوع من المواضيع ، ووضعها رهن
اشارة الخطباء الذين يختارون منها النصوص التي توائم حالات وحاجات رواد مساجدهم،
مع حفظ هامش مقبول لهؤلاء الخطباء، لكي يضيفوا مايجعل خطبهم تستجيب لحاجات البيئات
المختلفة.
نعم، قد تقتضي بعض
اللحظات الديينية او الوطنية ،التي ينبغي ان تبقى محدودة جدا، توحيد الخطب، لتصل
الرسالة الواحدة الواضحة لجميع المؤمنين ، اما فرض خطبة واحدة ، في كل ايام
الجمعة، وعلى امتداد السنة ، وفي كل المساجد، فهذا مما لايليق، ولا ينبغي، ويتعين
وضع حد له، حفاظا على جاذبية المسجد ، وقدسية صلاة الجمعة، ورشد تدبير الشان
الديني .
والله اعلم.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك