بقلم: عادل تشيكيطو
رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان
لا لطمس ذاكرة الوطن باسم "التنوع المتصهين".
أقدم ما يُسمى ظلما بـ”المعهد المغربي لحقوق الإنسان” على بعث رسالة، مكتوبة بمداد تنبعث منه رائحة النثانة الصهيونية، إلى رئيس جماعة أكادير، يقترح فيها إطلاق أسماء شخصيات يهودية مغربية على عدد من المرافق العمومية بالمدينة.
ويا للعار، لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل اقترح صاحب المبادرة تغيير اسم شارع الزعيم علال الفاسي، أحد أكبر رموز المقاومة والاستقلال، وتغييره باسم شخص آخر مهما كانت قيمته، لا يُقارن إطلاقاً بتلك القامة الوطنية التي صنعت التاريخ.
كما اقترح كذلك إلغاء اسم عبد الرحيم بوعبيد، القائد النقابي والمناضل السياسي الكبير، واستبداله باسم حاخام قد لا يعرفه 99 ٪ من سكان مدينة أكادير.
إن من يقف خلف هذه المبادرة، رئيس ما يُسمى بالمعهد، ليس سوى
أحد أبرز وجوه التطبيع المكشوف مع الكيان الصhيوني،
الذي زار إس.را.ئ.يل أكثر من مرة، ووقف في مؤسسات صهونية
يبتسم للكاميرات فوق أجساد الضحايا ونكاية في المظلومين من أبناء الأرض المغتصبة.
حين
يُكرر بعض الأشخاص زياراتهم لكيان الاحتلال، ويجلسون في كنفه، ثم يعودون بمبادرات
ظاهرها “ثقافي” وباطنها ضرب للثوابت الوطنية، فإن الأمر لم يعد مجرد اجتهاد شخصي،
بل تحوّل إلى تحرّك مُمَنهج يستدعي وقفة جادة.
إن تكرار ارتباط هذه الزيارات بمشروع صهينة الوجدان والهوية
والتاريخ، واضح وبادي وتترجمه مثل هذه الخطوات التي تمس الرموز الوطنية وتروّج
لخطاب تطبيعي مُقنّع، ما يجعلنا ننادي بضرورة وضع أصحابها، تحت مجهر المساءلة،
وقياس درجة تغلغل العمالة في ذواتهم وسلوكهم.
الحقيقة التي ترى بالعين المجردة لا تحتاج إلى بيان…و ما يحدث
هو حقيقة الظاهر والباطن منها لا يخدم سوى أجندات دخيلة وكيانات مدسوسة تسعى
لإعادة تشكيل وعي المغاربة بعيداً عن تاريخهم وكرامتهم الوطنية.
الحقيقة كذالك التي لا يمكن الجدال حولها هي ان الزعيم علال الفاسي والقائد بوعبيد، رحمهما الله، لم يأتيا من فراغ، هما عناوين الذاكرة الوطنية، حفرا سميهما في صفحات النضال بالدم والتضحية، لا بالتقارير الممولة ولا الزيارات السياحية للكنيست… واستهداف ذكراهما هو هجوم جبان من خدام الموsاد على ذاكرة الكفاح المغربي ضد الصهيونية المجرمة .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك