أنتلجنسيا المغرب:فهد
الباهي/م.إيطاليا
في زمن أصبح فيه العلم سلعة والشهادات
سلالم يصعدها من يدفع أكثر، تطفو على السطح حقيقة مرعبة تهز كيان العدالة والأخلاق
في المغرب. "الرخا وريباخا.. ماستر جاهز" لم تعد مجرد عبارة ساخرة، بل
صارت شعار مرحلة مظلمة يُشترى فيها المستقبل بالدرهم ويُباع فيها الضمير بثمن بخس.
"ما عاد قاضينا حصنا للعدادلة"،
بل بات القاضي الذي اشترى "ماستر
حقوق" بمال فاسد، فردا يمارس ظلمًا مقنّنًا على أبناء الشعب، ذاك القاضي، خان
العلم وخان القسم، وأي قسم بعد الذي كان وتم، ولم يبقَ فيه ما يربطه بالقانون سوى
بدلة سوداء تُخفي عارًا أخلاقيًا كبيرًا طول الزمن.
المحامي الضي إشترى ماستر، المفروض أن
يكون نصير المظلومين، سيصبح تاجر قضايا، يبيع مرافعاته لمن يدفع، ويبرر الجرائم
بمنطق السوق لا منطق الحق، لأنه هو نفسه خرج من نفس المزاد، يحمل شهادةً بلا روح،
وكفاءةً بلا قيمة.
وحين يبيع موكله، فلا عجب، لأن الأصل
فاسد.
أما الموثق الذي إشترى "ماستر"،
ركيزة الثقة القانونية، فليس بأفضل حال، كيف نأمن لمن دخل المهنة من بوابة
التزوير؟
موثق اشتُري بمال، سيُزوّر بعين
باردة، وسيخرّب ميراث عائلات بأقلامه، لأنه لم يتخرّج من مدرسة القانون، بل من سوق
النفاق الأكاديمي.
الفساد اليوم ليس فقط في مؤسسات
الدولة، بل في أصل تكوين من يمسك بزمامها.
كل من حصل على "ماستر مزور"،
وتسلق المناصب باسم العلم وهو لا يفقه، هو "مكروب حقيقي حي ينخر جسد الدولة"
يُفتك بأمن الدولة، ويهدد أعمدة العدالة والمجتمع من الداخل والخارج.
هؤلاء يجب أن يخضعوا لمحاسبة جماعية
شاملة، لا استثناء فيها لأحد.
وعندما تنفجر قنبلة الثروات المشبوهة،
كفضيحة أستاذ جامعي وُجد في حساب زوجته 8 مليار سنتيم، فليس من العدل أن نناقش
القضية ببرود.
بل يجب الحجز الفوري على المال
الموجود في الحساب البنكي وإحالته لخزينة الدولة، والزج بالطرفين في السجن فورًا،
ثم نترك للقضاء وأجهزته أن يُنبش في المستور من خيانتهم للتعليم والوظيفة وتخريب المجتمع.
نحن أمام وباء حقيقي اسمه
"الماستر المزور"، ينتشر بصمت ويقتل بصمت... فهل ننتظر حتى تنهار
الدولة، أم نُعلن الطوارئ الأخلاقية ونبدأ التطهير بلا رحمة؟ .
ولا يقتصر الحال على هؤلاء الذين ذكرنا، بل جميع من تسلل لمنصب في مراكز الدولة بالغش.
أما الحديث عن النقاط مقابل الجنس، ملف يعرفه العادي والبادي .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك