الكوكب المراكشي يعود إلى قسم الصفوة وأولمبيك خريبكة وسريع وادي زم يسقطان إلى القسم الثاني في نهاية درامية للموسم الكروي

الكوكب المراكشي يعود إلى قسم الصفوة وأولمبيك خريبكة وسريع وادي زم يسقطان إلى القسم الثاني في نهاية درامية للموسم الكروي
رياضة / الخميس 15 مايو 2025 - 16:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:للا الياقوت

شهد الموسم الكروي 2024-2025 نهاية حماسية ومليئة بالتحولات، حيث تمكن نادي الكوكب المراكشي رسميًا من العودة إلى قسم الصفوة بعد سنوات من المعاناة في الأقسام السفلى،

في وقت صدم فيه جمهور الكرة المغربية بنزول كل من أولمبيك خريبكة وسريع وادي زم إلى قسم الدرجة الثانية، في مشهد دراماتيكي يعكس تغير موازين القوى في كرة القدم الوطنية.

الكوكب المراكشي… عودة مستحقة بعد مشوار شاق

نجح فريق الكوكب المراكشي، أحد أعرق الأندية في تاريخ الكرة المغربية، في انتزاع بطاقة الصعود إلى القسم الأول الاحترافي بعد موسم مثالي، توج فيه مسيرته بأداء ثابت ونتائج مبهرة داخل وخارج الديار. وبهذا الإنجاز، يعود الكوكب إلى مكانه الطبيعي بين الكبار، بعد سنوات قضاها في القسم الثاني عانى فيها من أزمات متراكمة مالية وتسييرية، كادت تعصف بتاريخه العريق.

الجمهور المراكشي احتفل بعودة الفريق إلى قسم الأضواء في أجواء حماسية شهدها ملعب الحارثي، حيث بدا واضحًا أن النادي استفاد من عمل إداري وفني محكم خلال هذا الموسم، انعكس على الانضباط التكتيكي وتطور أداء اللاعبين. وقد لعب المدرب والإدارة التقنية دورًا محوريًا في تأهيل المجموعة وتحقيق الانسجام، إضافة إلى الدعم الجماهيري الذي لم يفقد الأمل في الفريق رغم خيبات المواسم الماضية.

سقوط مدوّ لأولمبيك خريبكة… التاريخ لا يشفع

على النقيض، شكل نزول أولمبيك خريبكة إلى قسم الهواة صدمة قوية لعشاق الفريق، وللوسط الكروي المغربي بشكل عام. النادي الذي لطالما شكل رقمًا صعبًا في البطولة الاحترافية، وكان ضمن الأندية الحاصلة على لقب الدوري والكأس، يجد نفسه الآن أمام واقع مرير، بعد موسم كارثي على كافة المستويات.

عانى أولمبيك خريبكة من ارتباك إداري، وتغييرات متكررة على مستوى الطاقم التقني، وفشل في تحقيق الاستقرار المطلوب لتحقيق نتائج إيجابية. كما أن تراجع الأداء الجماعي، وضعف الحضور الهجومي والدفاعي، ساهما في تقهقر الفريق في الترتيب العام، ليتلقى في نهاية المطاف ضربة الهبوط التي ستكون لها آثار كبيرة على مستقبل النادي.

سريع وادي زم… نهاية مؤلمة لمسيرة مشرفة

لم يكن حال سريع وادي زم أفضل، إذ ودّع هو الآخر القسم الثاني نحو قسم الهواة، بعدما أخفق في تحقيق نتائج إيجابية في الجولات الأخيرة. السريع، الذي كان يشكل في السنوات الماضية مفاجأة البطولة، وأحرج العديد من كبار الفرق، لم ينجح في تجاوز مشاكله الداخلية، خاصة على مستوى الاستقرار المالي والبشري.

رغم محاولات اللحاق بركب الفرق الآمنة، إلا أن الهزائم المتتالية وعدم استثمار مباريات الملعب المنزلي جعلا من مهمة البقاء شبه مستحيلة. واليوم، سيجد الفريق نفسه مضطرًا لإعادة النظر في بنيته التسييرية وتدبيره المالي إذا ما أراد العودة سريعًا إلى الأقسام العليا.

مشهد متغير في الكرة الوطنية

ما بين فرحة الكوكب المراكشي بعودة مستحقة إلى قسم الصفوة، وألم النزول بالنسبة لأولمبيك خريبكة وسريع وادي زم، يظهر جليًا التغير المستمر في خريطة كرة القدم المغربية، حيث لم تعد الأسماء وحدها كافية لضمان البقاء في القسم الأول أو الثاني، بل أصبح النجاح رهينًا بالرؤية، وحسن التدبير، والاستثمار في الكفاءات.

ويُنتظر أن تعرف هذه التحولات تبعات واسعة على مستوى التسيير، خصوصًا داخل الأندية التي عانت من أزمات حادة، في وقت تنادي فيه الأصوات بضرورة إصلاح جذري لمنظومة كرة القدم الوطنية، وتعزيز الحكامة داخل الفرق لضمان الاستمرارية وتفادي الانهيار الرياضي والمؤسساتي.

الكوكب في اختبار النخبة

بعد هذا الصعود، ستكون الموسم القادم فرصة اختبار حقيقي للكوكب المراكشي، إذ سيكون مطالبًا بتعزيز صفوفه، والبحث عن موارد مالية قارة، تضمن له المنافسة في قسم لا يرحم، وتجنب سيناريوهات الهبوط مجددًا.

ومع دخول فرق جديدة إلى قسم النخبة، واستمرار المنافسة القوية بين أندية تقليدية وحديثة، ستكون البطولة الاحترافية 2025-2026 أكثر تشويقًا، وأكثر صعوبة، في انتظار ما ستكشف عنه الانتقالات الصيفية، والتحضيرات المرتقبة للفرق الصاعدة والنازلة على حد سواء.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك