سباق النار في المغرب العربي..حين تلتهم الصواريخ خبز الشعوب

سباق النار في المغرب العربي..حين تلتهم الصواريخ خبز الشعوب
شؤون أمنية وعسكرية / الثلاثاء 30 دجنبر 2025 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا:ياسر اروين

يتصاعد سباق التسلح بين المغرب والجزائر بوتيرة مقلقة، في مشهد أقرب إلى حرب أعصاب مفتوحة، تُدار فيها المعارك بالميزانيات العسكرية لا بالدبلوماسية.

فمليارات الدولارات تُضخ سنوياً في شراء الأسلحة المتطورة، بينما تظل الحدود مغلقة، والثقة معدومة، والمنطقة على فوهة توتر دائم.

شعوب تدفع الثمن مرتين
في الرباط والجزائر، تتقلص مساحات الإنفاق الاجتماعي مقابل تضخم غير مسبوق في الميزانيات العسكرية.

فالتعليم، الصحة، والتشغيل تُزاحمها الصفقات الدفاعية، ليجد المواطن المغربي والجزائري نفسه رهينة معادلة قاسية، أمن مُعلن وفقر صامت، في سباق لا رابح فيه سوى تجار السلاح.

المنطقة رقعة شطرنج دولية
هذا التصعيد، لا ينفصل عن صراع نفوذ دولي يحتدم في شمال إفريقيا، حيث قوى كبرى ترى في المغرب العربي بوابة استراتيجية وثروة طاقية ومعدنية هائلة،

فتغذي التوتر، وتدعم الاصطفافات، وتحوّل الخلافات الثنائية إلى أوراق ضغط في لعبة أمم أكبر من الطرفين.

عسكرة السياسة بدل بناء الاتحاد
بينما تتجه تكتلات إقليمية أخرى نحو الاندماج الاقتصادي، يواصل المغرب والجزائر تكريس القطيعة وعسكرة القرار السياسي.

فاتحاد المغرب العربي، يتحول إلى فكرة مؤجلة، فيما تُستنزف الموارد في سباق تسلح يعمّق الانقسام ويقوض فرص التنمية المشتركة.

من يخدم هذا الجنون؟
السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح، من المستفيد الحقيقي من هذا التصعيد؟ المؤشرات توحي بأن الشعوب ليست في القائمة.

فكلما ارتفعت فاتورة السلاح، تراجعت آمال الاستقرار، وازداد ارتهان المنطقة لأجندات خارجية ترى في التوتر الدائم ضماناً لمصالحها.

ختاما، سباق التسلح بين المغرب والجزائر ليس قدراً، بل خيار سياسي مكلف، يدفع ثمنه شعبان تجمعهما الجغرافيا والتاريخ وتفرقهما الحسابات.

وبين صراع النفوذ الدولي وعسكرة الخلافات، يبقى المغرب العربي الخاسر الأكبر في معركة تُخاض بالنيابة عن الآخرين.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك