سباق تجسس فضائي يخرج عن السيطرة وأقمار روسية وصينية تهدد أمن الفضاء الغربي

سباق تجسس فضائي يخرج عن السيطرة وأقمار روسية وصينية تهدد أمن الفضاء الغربي
شؤون أمنية وعسكرية / الاثنين 17 نونبر 2025 / لا توجد تعليقات: تهنئة بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة

أنتلجنسيا المغرب:لبنى مطرفي

نقل تقرير جديد لشبكة «CNN» صورة مثيرة للقلق حول تصاعد تحركات روسية وصينية غير مسبوقة في المدار الأرضي، بعدما رصدت أجهزة أوروبية وبريطانية اقتراب أقمار صناعية تابعة لموسكو وبكين من الأقمار الغربية بطريقة توصف بأنها عدائية وتتجاوز حدود المراقبة التقليدية نحو أعمال تجسس وتعقّب وتهديد مباشر للأصول الفضائية الحساسة.

وفق التقرير، يبدو أن سباقاً جديداً للهيمنة على الفضاء يتشكل بين روسيا والصين عبر ممارسات تُظهر مستوى متقدماً من الجرأة والتطوير العسكري. فقد سُجلت حالات اقتراب خطير لأقمار روسية من أقمار «إنتلسات» المخصصة للاتصالات العسكرية، بالتوازي مع عمليات تشويش موجهة نحو أقمار بريطانية، مستندةً إلى تقنيات حرب إلكترونية اكتسبتها موسكو خلال صراعها الطويل في أوكرانيا.

في المقابل، يظهر الخطاب التحليلي للشبكة أن الصين باتت ـ في نظر الغرب ـ الخطر الأكبر، مع مناورات دقيقة في الفضاء، وتجارب على أقمار مزوّدة بأذرع روبوتية قادرة على دفع الأقمار الأخرى وإخراجها من مدارها، مدعومة بميزانيات ضخمة تُسرّع تطوير قدراتها الفضائية العسكرية.

ويشرح الخبراء أن التجسس يتم غالباً عبر تمركز قمر صناعي بالقرب من آخر لفترة طويلة بهدف اعتراض الإشارات الحساسة. كما رُصدت أقمار روسية في مدارات منخفضة وهي تختبر أجساماً يُعتقد أنها تقنيات هجومية محتملة، ما يدفع بعض التقديرات الغربية إلى وصفها بـ"الخلايا النائمة" التي قد تُفعّل مستقبلاً في أي مواجهة كبرى.

هذه المعطيات دفعت العواصم الأوروبية إلى إعادة النظر في وضعها الدفاعي داخل الفضاء. ألمانيا أعلنت تخصيص 35 مليار يورو لتطوير مشاريع فضائية خلال خمس سنوات، بينما تعمل بريطانيا على تعزيز قدراتها لمواجهة الهجمات الليزرية والتهديدات السيبرانية المرتبطة بالأقمار الصناعية. ورغم هذه الجهود، تقول مراكز أبحاث متخصصة إن وتيرة الرد الأوروبي ما تزال أبطأ بكثير من حجم المخاطر التي تكشفها التحركات الروسية والصينية.

ورغم احتفاظ الولايات المتحدة بتفوقها الفضائي التقليدي، فإن التعاون داخل حلف «الناتو» يمنح الأوروبيين مظلة دفاعية أوسع، خاصة بعد اعتبار الفضاء مجالاً عملياتياً يخضع للمادة الخامسة، التي تعني أن أي استهداف لقمر صناعي تابع لعضو واحد يُعد بمثابة هجوم على جميع دول الحلف.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك