أنتلجنسيا المغرب:عبد الله البارودي
يدرس المغرب إطلاق مشروع صناعي عسكري جديد، يتمثل في إنشاء مصنع لإنتاج الدبابات داخل المملكة ابتداءً من سنة 2026، في خطوة تعكس تحولا نوعيا في مقاربة الرباط لمنظومة الدفاع والتصنيع الحربي.
هذا التوجه، الذي يأتي في سياق إقليمي متوتر، يرتبط بشكل مباشر بتصاعد سباق التسلح بين المغرب والجزائر، حيث يسعى كل طرف إلى تعزيز قدراته العسكرية وضمان تفوقه الاستراتيجي في شمال إفريقيا.
ويندرج المشروع المحتمل ضمن استراتيجية أوسع، تروم تقليص الاعتماد على الاستيراد الخارجي، وتطوير قاعدة صناعية دفاعية محلية قادرة على تلبية جزء من حاجيات القوات المسلحة الملكية، مع إمكانية التوجه مستقبلا نحو التصدير.
كما يعكس هذا الخيار رغبة المغرب في مواكبة التحولات الجيوسياسية والأمنية، خاصة في ظل التغيرات المتسارعة التي تعرفها موازين القوة الإقليمية.
ويأتي هذا التوجه في وقت كثفت فيه الجزائر بدورها استثماراتها في التسلح واقتناء أنظمة عسكرية متطورة، ما غذّى حالة من التنافس العسكري الحاد بين الجارين.
وفي ظل غياب مؤشرات تهدئة سياسية دائمة، يبدو أن منطق الردع المتبادل وتعزيز الجاهزية الدفاعية أصبح عاملا مركزيا في حسابات البلدين.
ورغم الطابع العسكري للمشروع، فإن مراقبين يرون أن إنشاء مصنع للدبابات قد تكون له أيضا أبعاد اقتصادية وتكنولوجية، من خلال نقل الخبرات وخلق فرص شغل وتعزيز البحث الصناعي، غير أن نجاحه سيظل رهينا بمدى قدرة المغرب على تحقيق توازن دقيق بين متطلبات الأمن الإقليمي وضمان الاستقرار في منطقة تعيش واحدة من أكثر مراحلها حساسية منذ سنوات.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك