رسميا:الجيش المغربي يتسلم أولى مركبات "WhAP" المدرعة ويدخل مرحلة التصنيع الحربي

رسميا:الجيش المغربي يتسلم أولى مركبات "WhAP" المدرعة ويدخل مرحلة التصنيع الحربي
شؤون أمنية وعسكرية / الجمعة 26 دجنبر 2025 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أبو جاسر

دخلت الشراكة الدفاعية بين الرباط ونيودلهي مرحلة التنفيذ العملي، بعدما تسلّم الجيش المغربي أولى مركبات "WhAP" المدرعة ذات العجلات 8×8، في خطوة تعكس انتقال المغرب من منطق الاستيراد إلى توطين التصنيع العسكري وربطه بخيارات استراتيجية بعيدة المدى.

من الاستيراد إلى نقل التكنولوجيا

المركبة WhAP 8×8 ليست مجرد آلية قتالية جاهزة، بل ثمرة تطوير مشترك بين شركة “تاتا للأنظمة المتقدمة” ومنظمة البحث والتطوير الدفاعي الهندية، صُممت كمنصة مرنة قابلة للتكييف مع مهام متعددة، من نقل القوات إلى القيادة والسيطرة والدعم الميداني، وفق متطلبات الجيوش الحديثة.

اتفاق 2024:نقطة التحول

الاتفاق الموقع سنة 2024 بين المغرب وTata Advanced Systems نقل المشروع من مستوى التزويد إلى مستوى التصنيع المحلي، حيث شمل نقل جزء من التكنولوجيا، وتكييف المنصة المدرعة مع الحاجيات العملياتية للقوات المسلحة الملكية، في انسجام مع العقيدة الدفاعية الوطنية.

برشيد:قلب الصناعة الدفاعية

سنة 2025 شكّلت منعطفًا حاسمًا بإنشاء مصنع ضخم ببرشيد، قرب الدار البيضاء، على مساحة تناهز 20 ألف متر مربع، ليصبح أكبر موقع صناعي دفاعي بالمملكة. المصنع دخل الخدمة قبل الموعد المحدد بثلاثة أشهر، وخرجت منه أولى المركبات في أكتوبر 2025، في رسالة واضحة حول تسارع وتيرة التصنيع العسكري المحلي.

أكثر من صفقة ومشروع سيادي

الشركة الهندية أكدت أن برنامج WhAP 8×8 لا يندرج في إطار صفقة تسليم عابرة، بل يعكس شراكة صناعية طويلة النفس، تستهدف تأهيل اليد العاملة المغربية، وبناء سلاسل إمداد محلية، وضمان استدامة المنظومة الدفاعية، تحت شعار “صُنع في المغرب”.

خيار استراتيجي في سياق إقليمي متوتر

هذا التطور يأتي في سياق إقليمي يتسم بتصاعد سباق التسلح، حيث وسّع المغرب في السنوات الأخيرة نطاق استثماراته الدفاعية، خاصة في المركبات المدرعة، والدفاع الجوي، والأنظمة غير المأهولة، مع الحرص على تنويع الشركاء الدوليين دون الارتهان لمحور واحد.

رسالة سياسية قبل أن تكون عسكرية

تسليم WhAP 8×8 ليس مجرد تعزيز لقدرات الجيش الملكي، بل إعلان سياسي واضح بأن المغرب يراهن على السيادة الصناعية الدفاعية كخيار استراتيجي، يربط الأمن الوطني بالتصنيع المحلي، ويعيد رسم موقع المملكة داخل خريطة الصناعات العسكرية الصاعدة.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك