كينيا على صفيح ساخن...الغلاء يشعل الشوارع والقرى وقوات الأمن ترد بالمياه والهراوات والغاز

أنتلجنسيا المغرب: وصال . ل

عيش كينيا هذه الأيام واحدة من أعنف موجات الغضب الشعبي في تاريخها الحديث، بعدما تفجرت احتجاجات واسعة شملت المدن الكبرى والقرى النائية على حد سواء، بسبب الارتفاع المهول في أسعار المواد الأساسية، فقد خرج المواطنون والمواطنات من مختلف الفئات الاجتماعية للتعبير عن سخطهم على موجة الغلاء التي ضربت قوتهم اليومي، في مشهد ينذر بانفجار اجتماعي واسع النطاق إذا استمرت الحكومة في تجاهل أصوات الشارع.

الاحتجاجات التي انطلقت من بعض الأحياء الفقيرة سرعان ما تحولت إلى موجة جماهيرية اجتاحت جل المناطق الحضرية والتجمعات السكنية، حيث رفعت شعارات تطالب بإسقاط السياسات الاقتصادية المجحفة ومحاسبة المتورطين في صناعة الأزمة.

ورغم الطابع السلمي للحراك في بدايته، فقد واجهته قوات حفظ النظام بعنف شديد، مستعملة الهراوات والغازات المسيلة للدموع، في محاولات قمعية لإخماد الغضب الشعبي المتصاعد.

تدحرج الوضع السياسي في كينيا نحو منحدر خطير، وسط تقارير عن توقيفات واسعة واعتقالات طالت قادة محليين ونشطاء ميدانيين، ما يزيد من تأجيج الأوضاع. وبينما يحذر مراقبون من خطر الانزلاق إلى حالة فوضى اجتماعية، تصر السلطات على أن الإجراءات الاقتصادية كانت ضرورية "لإنقاذ البلاد"، في خطاب رسمي لا يجد له أي صدى داخل الشارع الكيني المتخم بالوجع والغليان.