القوات المسلحة الملكية تتسلم “دار البارود” بطنجة..خطوة استراتيجية لحماية التراث العسكري المغربي

القوات المسلحة الملكية تتسلم “دار البارود” بطنجة..خطوة استراتيجية لحماية التراث العسكري المغربي
شؤون أمنية وعسكرية / الثلاثاء 08 يوليو 2025 - 17:38 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أيوب الفاتيحي

في إطار الجهود الوطنية المتواصلة لحماية وتثمين المعالم التاريخية ذات الطابع الدفاعي، تسلمت القوات المسلحة الملكية برج "دار البارود" التاريخي الواقع بمدينة طنجة، في خطوة رمزية تؤكد الانخراط المؤسساتي في صيانة الذاكرة العسكرية المغربية.

 إرث عسكري محمي واسترجاع لهوية عمرها قرون

"دار البارود" تُعد من أبرز المعالم العسكرية التاريخية التي كانت تلعب دورًا دفاعيًا حاسمًا في تاريخ مدينة طنجة، حيث تعود نشأتها إلى فترات التوترات الاستعمارية، وكانت مقرًا لتخزين البارود والأسلحة، وموقعًا استراتيجيًا للمراقبة.

تسلم القوات المسلحة لهذا المعلم يُمثل عودة الرمز إلى المؤسسة التي شكلت جزءًا من تاريخه، في خطوة تحمل دلالات رمزية ووطنية قوية.

اتفاقية شراكة بين “شركة تهيئة ميناء طنجة المدينة” و“مديرية التاريخ العسكري”

جاء تسليم البرج في إطار اتفاق رسمي جرى توقيعه بين:

شركة تهيئة ميناء طنجة المدينة، وهي الجهة المدنية المكلفة بإعادة تأهيل الواجهة التاريخية والبحرية لطنجة.

مديرية التاريخ العسكري، التابعة للقوات المسلحة الملكية، والتي تُعنى بجمع وتوثيق وصيانة التراث العسكري المغربي.

الاتفاق يهدف إلى تمكين الجيش من ترميم وصيانة المعلم، وتحويله إلى فضاء مفتوح على التاريخ العسكري للزوار والمهتمين، مع ضمان صيانته على المدى البعيد.

 ترميم برؤية جديدة:بين الذاكرة والتثمين السياحي

وفق المعطيات المتوفرة، فإن “دار البارود” ستخضع لعملية ترميم شاملة تحت إشراف خبراء في المعمار العسكري التقليدي، وذلك باحترام الخصائص الأصلية للبرج من حيث المواد، والزخارف، ووظائف الغرف.

كما يُرتقب أن يُدمج هذا المعلم ضمن المسارات السياحية والتاريخية لمدينة طنجة، بما يُعزز جاذبيتها الثقافية، ويُسهم في التربية على التاريخ الوطني في صفوف الأجيال الصاعدة.

حماية التراث:مسؤولية تتقاسمها المؤسسات

يأتي هذا الحدث في سياق وطني أوسع، تسعى فيه الدولة المغربية إلى تعزيز حضور الذاكرة الوطنية في الفضاء العام، خصوصاً في مدن مثل طنجة، التي تُعد ملتقىً للثقافات، وتشهد تحولات عمرانية متسارعة.

ويُشكل تدخل القوات المسلحة الملكية في حماية التراث العسكري نموذجًا ناجحًا لتكامل الأدوار بين المؤسسة الدفاعية ومؤسسات التنمية المحلية والثقافية.

بين الماضي والمستقبل..“دار البارود” تنبعث من جديد

بتسلمها لهذا المعلم التاريخي، تُعيد القوات المسلحة الملكية الاعتبار لأحد رموز القوة الدفاعية المغربية في العصور الماضية.

هي ليست مجرد عملية ترميم، بل رسالة واضحة على أن صيانة التاريخ ليست ترفًا، بل استثمار في الهوية والسيادة.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك