أنتلجنسيا المغرب:الهدهد المغربي
في ظل تصاعد المخاوف الدولية من تقدم إيران في برنامجها النووي، عاد الجدل حول منشأة "فوردو" لتخصيب الوقود إلى الواجهة، باعتبارها من أكثر المواقع تحصينًا وصعوبة في الاستهداف. تقع المنشأة تحت جبل قرب مدينة قم، على عمق يصل إلى 90 مترًا، وتضم أجهزة طرد مركزي متطورة مثل IR-6 وIR-8، ما يجعلها مركزًا حيويًا في مسار تخصيب اليورانيوم بنِسب تقترب من مستوى تصنيع السلاح النووي.
تقديرات أمريكية تشير إلى أن إيران تمتلك حالياً أكثر من 400 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهو ما يمكن تحويله إلى مواد كافية لصناعة تسع قنابل نووية خلال ثلاثة أسابيع فقط. وتقول مصادر إسرائيلية إن هذا الرقم قد يرتفع إلى 15 قنبلة.
لكن السؤال الأهم يبقى: هل يمكن فعلاً تدمير فوردو؟ المحلل أناتولي ماكسيموف يؤكد أن إسرائيل لا تملك القدرة على اختراق تحصينات الموقع، إذ إن أقوى قنابلها تخترق 10 أمتار فقط، فيما تحتاج العملية إلى قوة نارية كالتي تملكها الولايات المتحدة. القنبلة الأمريكية GBU-57، التي تُطلق من قاذفة B-2، قادرة نظرياً على الوصول إلى أعماق فوردو، لكنها قد تحتاج إلى ضربات متكررة لإحداث ضرر فعلي.
وفي ظل هذه المعادلة المعقدة، تظل المنشأة هدفًا استراتيجياً عصياً، وتُمثل رهاناً سياسياً وأمنياً حساساً. أي تحرك عسكري ضدها قد يشعل مواجهة إقليمية غير محسوبة العواقب، مما يجعل خيار الضربة العسكرية محفوفًا بالتعقيدات والشكوك.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك