أنتلجنسيا المغرب:أيوب الفاتيحي
في تطور مفاجئ، أطلقت إيران في الساعات القليلة الماضية، صاروخاً باليستياً واحداً نحو إسرائيل، سقط في منطقة النقب مخترقاً منظومات الدفاع الجوي دون أن يُعترض.
الضربة استهدفت مجمعاً لمبانٍ تابعة لشركة تعمل في مجال التكنولوجيا المتقدمة، دون الإفصاح عن اسمها، ما أثار جدلاً واسعاً حول قدرة منظومة الدفاع الإسرائيلية على التعامل مع التهديدات الجديدة.
خلل في الاعتراض أم خدعة استراتيجية؟
تُشير التحليلات الأولية إلى أن منظومات الرصد الإسرائيلية لم تُفعّل آليات التصدي الفوري للصاروخ عند اكتشافه، لاعتقادها أن سرعته ومساره تقليديان.
هذا التقدير دفعها إلى تأخير الاعتراض حتى دخوله المجال الجوي الإسرائيلي، ما أعطى الصاروخ الوقت الكافي لتفعيل محركه النبضي في المرحلة النهائية، مغيراً سرعته بشكل دراماتيكي.
"فتاح-1":سلاح إيراني يفرض واقعاً جديداً
الصاروخ المستخدم يُعتقد أنه من طراز "فتاح-1"، أحد أكثر الصواريخ الإيرانية تطوراً، والمصمم للتهرب من الرادارات عبر استخدام محرك نبضي داخلي يشتغل عند اقترابه من الهدف.
وتصل سرعته حينها إلى 13 أو حتى 15 ماخ، أي ما يعادل 18 ألف كيلومتر في الساعة، وهي سرعة تتجاوز قدرة معظم أنظمة الاعتراض الحالية.
الدرس الإيراني:اختبار لا هجوم
القراءات الاستخباراتية تشير إلى أن إطلاق صاروخ واحد لم يكن يهدف فقط لإحداث ضرر مباشر، بل لاختبار يقظة الدفاعات الإسرائيلية.
طهران أرادت على ما يبدو جرّ إسرائيل إلى ردة فعل محسوبة، عبر اختبار مرونة منظومات مثل "آرو-3" و"ثاد"، ومعرفة حدود استجابتها.
الاستنزاف التكتيكي:استراتيجية ما بعد الصدمة
هذا النوع من الهجمات الفردية، إن تكرر، قد يرغم إسرائيل على التعامل مع كل تهديد وكأنه بالغ الخطورة، مما يفرض ضغوطاً اقتصادية وعسكرية، إذ أن كل عملية اعتراض باستخدام صواريخ باهظة الثمن قد تستنزف الترسانة الدفاعية بسرعة، وهو ما قد يكون جزءاً من الاستراتيجية الإيرانية طويلة الأمد.
قدرات "فتاح-1" القتالية: السرعة تساوي الدمار
ما يميز "فتاح-1" ليس فقط سرعته، بل تصميمه الفريد: رأس حربي منفصل بوزن 450 كغ يحتوي محركاً دافعاً يمنحه دفعة هائلة داخل الغلاف الجوي.
هذه السرعة الخارقة تمنح الصاروخ طاقة حركية عالية تعزز من قوة انفجاره، وتجعل من اعتراضه مهمة شبه مستحيلة في الوقت الحالي.
بين تل أبيب وطهران:سباق تسلح خارج التوقعات
الحادثة أعادت رسم ملامح المواجهة المستقبلية بين إسرائيل وإيران.
فالصواريخ لم تعد مجرد أدوات ردع، بل أدوات اختبار حقيقية لقدرات الخصم وحدود تفوقه.
ومع دخول "فتاح-1" إلى المعادلة، يبدو أن منطقة الشرق الأوسط مقبلة على سباق تسلح يعتمد على الذكاء الصناعي، والسرعة، والتخفي، أكثر من مجرد القوة التدميرية.
خلاصة القول حسب المختصين، أن الحادثة لم تكن مجرد إطلاق صاروخ عابر، بل إعلان صريح من إيران أنها تملك أدوات كفيلة بتجاوز الجدران الحديدية والتقنيات الغربية.
من جانبها، إسرائيل تلقت إنذاراً استراتيجياً، وستحتاج إلى مراجعة جوهرية لعقيدتها الدفاعية في مواجهة صواريخ تفوق صوت الجغرافيا والتكنولوجيا معاً.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك