أنتلجنسيا المغرب:حمان ميقاتي
في زيارة وصفت بأنها عودة ثقيلة الوزن
إلى الشرق الأوسط، حل الرئيس الأمريكي السابق والحالي "دونالد ترامب"
بالمملكة العربية السعودية، حيث استُقبل بحفاوة رسمية بالغة، وعقد جلسة مغلقة مع
ولي العهد ورئيس الوزراء السعودي "محمد بن سلمان"، طغى عليها طابع
استراتيجي واضح يُعيد تسليط الضوء على ديناميكيات التحالف بين واشنطن والرياض.
اللقاء، الذي تم خلف أبواب مغلقة في
قصر اليمامة، تركز حول ملفات ذات حساسية بالغة، على رأسها مستقبل الشراكة الاقتصادية
والدفاعية بين البلدين، في ظل التوترات الإقليمية، وتداعيات الحرب في غزة،
واستمرار التوترات مع إيران، ووفق مصادر قريبة من المحادثات، فقد أكد ترامب دعمه
الكامل لـ"القيادة السعودية القوية والحازمة" ولرؤية المملكة 2030،
مشيدًا بما وصفه بـ"النقلة النوعية" في السعودية الجديدة تحت قيادة محمد
بن سلمان.
وعلى الصعيد الاقتصادي، برز ملف
الاستثمارات الأمريكية في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية، حيث ناقش
الطرفان إمكانيات تعزيز التعاون خارج إطار النفط، مع إشارة ترامب إلى رغبته في أن
تكون السعودية شريكًا استراتيجيًا في مشاريع مستقبلية كبرى إذا ما عاد إلى البيت
الأبيض.
كما تطرقت المحادثات إلى إمكانية
توسيع التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي والدفاع السيبراني.
أما الملف السياسي، فقد كان أكثر
حساسية، حيث حمل ترامب رسائل مباشرة تتعلق بالوضع الإقليمي، وتحديدًا في سوريا
واليمن والعراق، وأبدى دعمه لمقاربة السعودية في إعادة التوازن إلى المنطقة،
مشددًا على ضرورة استمرار التنسيق بين البلدين "بعيدًا عن تقلبات الإدارات
الأمريكية". اللقاء لم يخلُ من الحديث عن إيران، حيث توافق الطرفان على ضرورة
"الردع الصارم" لأي محاولات لزعزعة استقرار المنطقة.
الزيارة، التي لم تكن معلنة مسبقًا،
حظيت باهتمام عالمي واسع، خاصة وأنها تأتي في سياق انتخابي حساس داخل الولايات
المتحدة، وتُعتبر رسالة سياسية موجّهة نحو الداخل الأمريكي بقدر ما هي رسالة تطمين
للحلفاء التقليديين لواشنطن في الخليج.
ويُنظر إلى ترامب باعتباره أكثر قربًا
إلى السياسات السعودية مقارنة بإدارة بايدن الحالية، ما جعل من ظهوره في الرياض
حدثًا لافتًا تتبعه الإعلام الدولي بكثافة.
ورغم أن الزيارة لم تُختتم بمؤتمر
صحفي مشترك، إلا أن البيان السعودي الرسمي تحدث عن "محادثات مثمرة"،
تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون، أما ترامب، فقد نشر عبر منصته الخاصة "Truth
Social" صورة
له مع ولي العهد مرفوقة بعبارة "صديق قوي في زمن التحديات". عبارة تختزل
الكثير من دلالات الزيارة وتفتح الأبواب أمام تكهنات سياسية واسعة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك