بقلم:الصحافي حسن الخباز/مدير جريدة الجريدة بوان كوم
استأثرت خطبة الجمعة التي ألقاها إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد باهتمام الراي العام العربي عامة والإسلامي على وجه التحديد .
وقد تطرقت إليها وسائل إعلام عالمية من بينها على سبيل المثال لا الحصر قناة الجزيرة وقناة سي إن إن البريطانية ، حيث تم نشر الفيديو الكامل للخطبة كما تمت مناقشته .
اهمية الخطبة تكمن في تطرقها لموضوع "أطفال فلسطين رجال في أفعالهم"، وإنهم تصدوا بأبدانهم وصدورهم
إنهم أبطال في مواقفهم، أطفال أبطال قتل آباؤهم وهم ينظرون وهدمت منازلهم وهم يشهدون، ومع هذا وقفوا بأبدانهم وصدورهم وعصيّهم وحجارتهم ضد العدو الصهيوني الظالم الغاشم بأسلحته المتنوعة المتفوقة الفتاكة، وقفوا في رجولة ترفض الاستسلام، وتأبى الذل والهوان.. وستظل القدس وفلسطين في قلوب العرب والمسلمين شامخة عالية.."
ويعتبر هذا حدثا فريدا من نوعه في دولة عربية ، وفي السعودية بشكل خاص ، حيث هناك حساسية لدى الإعلام الرسمي العربي من ملامسة هذه المواضيع الحساسة ...
المهم في الأمر ان وكالة الأنباء السعودية الرسمية هي التي نشرت الفيديو الأصلي المباشر لخطبة الجمعة ، وعززته بتقرير يضم مقتطفات من خطبة الحرم المكي ...
ومن بين ما جاء في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام نرصد لكم هذه الفقرة والتي أوصى من خلالها إمام وخطيب المسجد الحرام "بجعل أطفال فلسطين قدوة حسنة يتعلم منها أولادهم الرجولة ومواقف الأبطال ضد العدو الصهيوني الظالم".
كما اقتطفت وكالة الانباء السعودية مقتطفات اخرى لا تقل أهمية ، نذكر منها : "الرجولة صفة نبيلة متوارثة ومكتسب حميد يضع المجتمع في مقامٍ كريم من العلو والتسامي والاحترام والأدب العالي والاعتزاز بالدين والوطن وتاريخ الأمة ولغتها وتراثها، وتجمع بين القوة والرحمة والحزم واللين والشجاعة والتزام الحق في النفس ومع الآخرين في قوة جنان وسلامة فكر وصفاء عقل"، لافتا إلى أن "التمسك المتين بالدين وبالهوية والاعتزاز بالانتماء إلى الأهل والأعراف الحسنة مسلك متين يحفظ الرجولة، كذلك التربية الحازمة والتمسك بالديانة وتعظيم التاريخ والتراث، ومجالسة العلماء والوجهاء ورجال الأعمال وذوي التجارب".
كما شدد الشيخ بن حميد على أن "دماء الشهداء ومواقف الرجال وصمود الأبطال تثمر بإذن الله نفوسا أبية وقلوبا لا تقبل الدنية".
مؤكدا أن فلسطين والقدس ستظلان في قلوب العرب والمسلمين شامخة عالية.
إنها خطبة متميزة عاشها الحرم المكي زوال امس الجمعة . اختتمها الإمام "منوّهًا على أن ما يظهر في بعض أدوات التواصل الاجتماعي من الإغراق في السطحيات والمبالغة في الكماليات وصغائر الأمور وتعظيم الذات وإفساد الذوق وتمجيد اللحظة العابرة والتنشئة على المستصغرات والمحقرات حتى صار المقياس عند هؤلاء بعدد المعجبين وعدد المشاركين والاستعراض بالأرقام وليس على الأصالة والرجولة والبناء الحقيقي للإنسان يُضعف الرجولة ويمنع من التفكير العميق" .
يبدو ان سياسة السعودية تغيرت رأسا على عقب في الاتجاه الإيجابي بخصوص قضية العرب الأولى ، ونخص بالذكر القضية الفلسطينية . فهل تستمر على هذا المنوال ؟
السؤال الأكثر أهمية هو ها تقتفي اثرها دول عربية كثيرة فتسمح لإعلامها الرسمي بتخطي هذا الخط الأحمر ، وتتطرق لقضية العرب الاولى . هل يشرب العرب حليب السباع ويكتسبوا هذه الشجاعة ؟ بانتظار شجاعة اكثر تسمح لهم بمواجهة الصهاينة وتحديهم ...
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك