
أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا
كأن الوجع لا يكفي، وكأن اختفاء ابنها
أمين لم يكن جرحًا غائرًا منذ 1997، حتى تأتي الدولة التي يفترض أنها تحمي أبناءها
وتُغلق أبوابها في وجه أمٍّ لا تحمل إلا وجعها وسؤالًا عن مصير ابن اختطفه الظلام.
في مشهد مخزٍ، يليق فقط بأنظمة فقدت بوصلة الأخلاق، تم طرد المناضلة نصيرة ديتور
من مطار الجزائر وكأنها غريبة عن وطنها، وكأن مأساتها لا تخص الذاكرة الجزائرية
الجمعية.
البيان الصادر عن جمعيتي CFDA وFEMED لا يترك مجالًا للتأويل: ما جرى ليس
مجرد حادث إداري، بل ترحيل قسري مدبّر، لا يستند إلى قانون ولا مبرر، ويشكّل ضربة
لحقوق الإنسان وامتهانًا لكرامة امرأة وقفت عمرها كله في وجه النسيان. نصيرة لم
تُقصَ فقط من مطار، بل من وطنٍ خان ذاكرته.
نـــص البيـــان كامـــــلا:
بيان صحفي
نصيرة ديتور تُرحَّل من الجزائر
على يد السلطات الجزائرية
«لقد طُردتُ من بلدي!»
الجزائر – باريس، 31 يوليو 2025
يدين كل من جمعية عائلات المفقودين في الجزائر (CFDA) والاتحاد الأورو-متوسطي ضد الاختفاء القسري (FEMED) بأشد العبارات عملية الترحيل التعسفي التي تعرضت لها رئيستهما، نصيرة ديتور، بتاريخ 30 يوليو 2025 في مطار هواري بومدين بالجزائر.
نصيرة ديتور، المولودة “يوس”، هي أم لمفقود. فقد اعتُقل ابنها أمين عمروش في يناير 1997 وما يزال مفقودًا إلى اليوم، مثل آلاف الجزائريين الآخرين. ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف عن البحث عن الحقيقة حول مصير ابنها وعن مصير جميع المفقودين الآخرين.
كمناضلة ملتزمة منذ ما يقارب ثلاثة عقود، تحمل نصيرة ديتور في جسدها ومعاناتها نضال آلاف العائلات الجزائرية المكلومة باختفاء أحبائها، وتكرس حياتها في سبيل البحث عن الحقيقة والعدالة.
فور وصولها إلى مركز الحدود، عند الساعة 16:30 (بالتوقيت الجزائري)، تم احتجاز نصيرة ديتور من قبل الشرطة لمدة ثلاث ساعات، واستجوابها قبل أن يتم ترحيلها نحو فرنسا على متن رحلة الخطوط الجوية الفرنسية رقم AF 1455، دون أي مبرر ، في خرق صارخ لأحكام المادة 49 من الدستور الجزائري، ولقانون رقم 08-11 الصادر بتاريخ 25 يونيو 2008 المتعلق بشروط دخول وإقامة وتنقل الأجانب في الجزائر.
مثل هذا الترحيل لا يمكن تبريره: فـنصيرة ديتور جزائرية الجنسية ولا تمثل أي تهديد للنظام العام. وقد مثلت بشكل قانوني أمام سلطات الحدود، ولم تكن موضوع أي قرار بمنع الدخول إلى التراب الوطني.
إن ترحيل نصيرة ديتور على حدود بلدها يشكل
سابقة خطيرة. فبالإضافة إلى الإهانة الشخصية التي أُلحقت بامرأة كرست حياتها لذكرى
المفقودين، فإن هذا الحدث ينبئ بتشدد خطير في الانحراف الاستبدادي الجاري في
الجزائر.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك