أنتلجنسيا المغرب: أبو ملاك
كشفت المندوبية السامية للتخطيط أن
القدرة على الادخار لا تزال شبه منعدمة لدى غالبية الأسر المغربية، حيث صرّحت فقط
8,7 في المائة من الأسر بإمكانية ادخار شيء من دخلها خلال السنة المقبلة. هذا
الرقم المقلق يعكس حجم الضغط المالي الذي تعيشه الأسر، ويتجلى بوضوح في تراجع
المؤشر العام إلى مستوى سلبي بلغ ناقص 82,6 نقطة، وهو من أسوأ المؤشرات المسجلة في
السنوات الأخيرة، ما يؤكد تعمق الهوة بين الدخل والاحتياجات اليومية.
الغلاء يضرب بقوة، وأسعار المواد
الغذائية لم تعد تعرف سوى مسارًا تصاعديًا حسب 94,2 في المائة من الأسر المستجوبة،
في مقابل نسبة هامشية رأت عكس ذلك. رغم التحسن الطفيف في المؤشر المرتبط بتقييم
أسعار المواد الغذائية مقارنة بالفصل السابق، إلا أن الأرقام تبقى قاتمة، حيث
استقر الرصيد في ناقص 92,5 نقطة، ما يكشف عن استمرار حالة التذمر العام من تكلفة
المعيشة التي أصبحت تثقل كاهل معظم الأسر المغربية.
أما على مستوى التوقعات المستقبلية،
فالمشهد لا يبعث على الاطمئنان، إذ تتوقع 78,9 في المائة من الأسر استمرار ارتفاع
أسعار المواد الغذائية خلال الشهور القادمة، ما يعمق الشعور بعدم الاستقرار ويدفع
الأسر إلى تجميد نفقاتها، ليس فقط بسبب العجز، بل أيضًا بفعل الخوف من الأسوأ.
ومهما سجلت المؤشرات من تحسن طفيف على الورق، فإن الواقع اليومي لا يزال يرسم
ملامح أزمة اجتماعية متفاقمة تتطلب حلولًا جذرية وسريعة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك