حزب الاستقلال يبعث برسائل انضباط سياسي تحت قبة البرلمان

حزب الاستقلال يبعث برسائل انضباط سياسي تحت قبة البرلمان
تقارير / السبت 19 يوليو 2025 - 00:50 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أيوب الفاتيحي

في خطوة غير مسبوقة ومثقلة بالدلالات، قرر وزراء حزب الاستقلال، بتنسيق مباشر مع الأمين العام نزار بركة، تبني خطة حضور موحدة خلال جلسات المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة بمجلسي النواب والمستشارين.

هذا الحضور الجماعي لا يقتصر فقط على تتبع الأشغال، بل يشمل كذلك الدخول إلى بهو البرلمان دفعة واحدة وفي توقيت مضبوط وخطى منسقة، في مشهد وصفه البعض بـ"العرض السياسي المدروس".

“الإشاري”... اتفاق داخلي لتوحيد الصورة

مصادر استقلالية أكدت أن هذا التحرك يأتي في إطار اتفاق داخلي وصف بـ"الإشاري"، وهو ليس مجرد توجيه تنظيمي، بل مقاربة تواصلية محمّلة برسائل واضحة، أولها التأكيد على أن الحزب، رغم التحديات، ما زال موحد الصف، ويشتغل وفق نسق منضبط ومؤسساتي.

نفي للصراعات وإعادة ضبط البوصلة

التحرك جاء أيضًا في سياق تواتر الإشاعات حول وجود توتر داخلي بين بعض وزراء الحزب داخل الحكومة، وهي إشاعات تسعى هذه الخطة لتفنيدها عمليًا، في وقت تُظهر فيه بعض الأحزاب الأخرى، مثل الأصالة والمعاصرة، تصدعات داخلية واضحة وصراعات معلنة. حزب الاستقلال، من جهته، يبدو أنه اختار توجيه رسائل "هدوء" في زمن الاضطراب السياسي.

“الميزان متوازن”.. رسالة الحزب للداخل والخارج

المعنى السياسي لتحرك الاستقلاليين لا يخفى على أحد. فالخطة تعني، بلغة غير مباشرة، أن "الميزان"، رمز الحزب، ما زال محافظًا على توازنه الداخلي، وأن وزراءه متماسكون رغم التجاذبات السياسية المحيطة. كما أن هذا الانضباط الجماعي يرسل إشارات إيجابية للمحيط الحزبي، وربما حتى للناخبين، بأن الاستقلال ليس في أزمة، بل يشتغل بمنهجية واضحة ورؤية تنظيمية منسقة.

انقسام في التقييم: استعراض أم نضج سياسي؟

الخطوة لقيت ردود فعل متباينة داخل قبة البرلمان. بعض البرلمانيين اعتبروها نموذجًا للنضج السياسي والانضباط المؤسساتي الذي يفترض أن يسود داخل الأغلبية الحكومية، بينما رأى آخرون أن الأمر لا يخلو من استعراض رمزي هدفه التمايز داخل التحالف الحكومي والتذكير بالثقل السياسي للحزب.

رهانات داخل الأغلبية وموقع الاستقلال

التحركات الأخيرة لحزب الاستقلال تندرج أيضًا ضمن رهانات أعمق تتعلق بموقع الحزب داخل الأغلبية الحكومية الحالية. ففي ظل احتدام التنافس بين مكونات التحالف، خصوصًا بين التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة، يبدو أن الاستقلال اختار التموقع كطرف منضبط، يحترم التراتبية المؤسساتية، ويعمل على الحفاظ على وحدة الصورة الحكومية، دون أن يتنازل عن حضوره المستقل.

عودة الحزب إلى الواجهة

بعيدًا عن الحسابات الضيقة، يعكس هذا التحرك سعي حزب الاستقلال لإعادة تقديم نفسه كقوة سياسية واعية بتحديات المرحلة، وقادرة على مخاطبة الرأي العام بلغة الانضباط والرسائل السياسية الهادئة. وهو ما قد يعزز موقعه التفاوضي مستقبلاً، سواء في إطار التحالف القائم أو في أي سيناريوهات جديدة محتملة.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك