أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا
في ظل أرقام دامية تعكس استفحال حوادث
السير وارتفاع معدلات القتلى والمصابين، قدمت الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية
بالرباط البرنامج الاستعجالي الخاص بفصل الصيف لسنة 2025، في محاولة للحد من
النزيف المروري الذي أضحى كابوسًا يوميًا يهدد الأسر المغربية. المدير العام
للوكالة، ناصر بولعجول، كشف أن البرنامج يستند إلى إجراءات صارمة على المستويين
الوقائي والزجري، مع التركيز على نقاط الخطر والمقاطع السوداء التي تحولت إلى شراك
قاتلة.
البرنامج يشمل تعزيز المراقبة الأمنية
باستخدام الرادارات المحمولة والثابتة، مع تدخلات فورية في المقاطع الطرقية
المصنفة شديدة الخطورة، إلى جانب مراقبة مركبات النقل العمومي وتكثيف الحملات
التحسيسية في الأسواق، المحطات والموانئ. كما تم الإعلان عن قوافل "قرى
السلامة الطرقية" التي ستجوب ثماني مدن رئيسية، في مبادرة تستهدف الأطفال
والشباب عبر ورشات تفاعلية تحاكي الواقع وتحفز الوعي بمخاطر الطريق.
في الشق الزجري، تضمن البرنامج
إجراءات غير مسبوقة أبرزها تعليق نقل ملكية العربات في حال وجود مخالفات خطيرة غير
مسددة، ومراقبة تقنية جديدة على الدراجات النارية، إلى جانب استعمال كاميرات ذكية
لرصد المخالفات آليًا في المجال الحضري، مع تشديد المتابعات القضائية وفق مراسلات
رسمية من رئاسة النيابة العامة، وهو ما يعكس التحول نحو الصرامة بعد سنوات من
التساهل المدمر.
الأرقام التي عرضها بولعجول كانت
صادمة؛ سنة 2024 وحدها سجلت 4024 قتيلاً في الطرقات، و10.102 جريح بإصابات بليغة،
في ارتفاع ينذر بالفاجعة مقارنة بسنة 2023. الأخطر أن الأشهر الخمسة الأولى من
2025 كشفت ارتفاعًا بنسبة 21% في عدد القتلى مقارنة بنفس الفترة من السنة السابقة،
ما دفع المسؤولين إلى دق ناقوس الخطر وإعلان حالة استنفار صيفي لا يقبل التهاون.
الراجلون وسائقو الدراجات النارية
يظلون الأكثر هشاشة، إذ يمثلون معًا نحو 70% من الضحايا، ما يعكس واقعًا مريرًا في
البنيات التحتية، والرقابة، وسلوك المواطنين. الرباط تعلن الحرب على هذه المأساة
الصيفية، لكن السؤال الجوهري يظل: هل تكفي هذه الإجراءات لوحدها ما لم يتحول وعي المواطن
إلى رادع ذاتي وسلوك يومي قائم على احترام الحياة؟
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك