مذكرة غامضة بين جوبا وتل أبيب تشعل جدلا واسعا حول ترحيل فلسطينيين إلى جنوب السودان

مذكرة غامضة بين جوبا وتل أبيب تشعل جدلا واسعا حول ترحيل فلسطينيين إلى جنوب السودان
تقارير / الاثنين 18 أغسطس 2025 - 14:00 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد العرش المجيد

أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا

أثارت الزيارة غير المعلنة التي قامت بها نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي هاسكل إلى جوبا يوم الثالث عشر من أغسطس جدلا عاصفا في الشارع الجنوب سوداني، بعد أن توجت بتوقيع مذكرة تفاهم بين حكومتي البلدين، في وقت تكتنف فيه التفاصيل غموضا مطبقا فتح الباب أمام التكهنات والتأويلات.

هذا الغموض اعتبره مراقبون ونشطاء بمثابة الشرارة التي غذت الشكوك، خاصة وأن تسريبات إعلامية تحدثت عن ارتباط المذكرة بملف حساس يتعلق بإمكانية ترحيل فلسطينيين من غزة إلى جنوب السودان، ما جعل القضية تتخذ طابعا سياسيا وإنسانيا بالغ الحساسية.

ورغم المسارعة إلى النفي، حيث أكدت هاسكل في مؤتمر صحفي بجوبا أن موضوع إعادة توطين الفلسطينيين لم يكن مطروحا ضمن جدول أعمال زيارتها، فإن موجة الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي لم تهدأ، بل ازدادت حدتها وسط اتهامات للحكومة بالتفريط في السيادة والمساومة على قضايا خارجية لا تعني البلاد مباشرة.

محللون سياسيون يرون أن الحكومة في جوبا ربما تسعى عبر هذه التفاهمات غير الواضحة إلى تحقيق مكاسب مالية عاجلة، أملا في رفع العقوبات المفروضة عليها، وتخفيف الضغوط الدولية التي تحاصرها منذ سنوات، بما يتيح لها فرصة لالتقاط الأنفاس داخليا.

وفي السياق ذاته، يذهب آخرون إلى أن السلطة الحاكمة تحاول توظيف هذه التفاهمات كأداة لإدارة أزمتها مع المعارضة الداخلية، عبر إظهار نفسها كفاعل إقليمي قادر على إبرام صفقات دولية كبرى، بما يعزز من رصيدها السياسي ويمنحها هامشا أوسع للمناورة.

غير أن معارضين حذروا من أن الدخول في هكذا ملفات ملغومة قد يجر البلاد إلى متاهات جديدة، ويضعها في مواجهة غضب شعبي متصاعد، فضلا عن إقحامها في صراعات الشرق الأوسط التي لا طاقة لها بها، وهي التي تعاني أصلا من هشاشة اقتصادية وأمنية متفاقمة.

ويؤكد المحلل السياسي صموئيل بيتر أوياي شير، استنادا إلى معطيات وإفادات من شركات متعاقدة مع حكومة جوبا، أن المسار الدبلوماسي الجاري يتجاوز البعد الإنساني المعلن، ويمضي في اتجاه أعمق يثير مخاوف بشأن مستقبل دور جنوب السودان وموقعها في خارطة التوازنات الإقليمية.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك