القيادات "تعود من الموت" وإيران تفنّد مزاعم الاغتيال وتحرج إسرائيل في حرب الظهور والمعلومة

القيادات "تعود من الموت" وإيران تفنّد مزاعم الاغتيال وتحرج إسرائيل في حرب الظهور والمعلومة
تقارير / الجمعة 27 يونيو 2025 - 11:30 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أحمد الهيلالي

في تطور مفاجئ أربك دوائر صنع القرار في تل أبيب، أعادت طهران إظهار عدد من أبرز قياداتها العسكرية والسياسية، الذين كانت تقارير إعلامية إسرائيلية قد زعمت تصفيتهم خلال موجة التصعيد الأخيرة.

هذا الظهور المدروس بعناية أعاد رسم معالم الصراع الإعلامي بين الطرفين، مؤكدًا أن إيران تسعى للرد بـ"الصورة الحية" بدل البيانات.

الأدميرال علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى للشؤون السياسية، قاد هذا المشهد بظهوره الرسمي يوم الأربعاء 25 يونيو 2025 في لقاء سياسي بطهران، واضعًا حدًا للتكهنات التي راجت حول مقتله. ويُعد شمخاني من أعمدة النظام الإيراني، وظهوره رسالة مزدوجة: طمأنة داخلية، وتحدٍ خارجي مباشر.

قادة "الظل" إلى الواجهة مجددًا

إلى جانب شمخاني، ظهر العميد إسماعيل قاآني، قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، في احتفالات رسمية، حيث ألقى خطابًا ناريًا قال فيه إن "المواجهة لم تنته بعد، وما زال أمامنا الكثير لنُظهره"، في تأكيد على بقاء القدرات الإيرانية خارج دائرة التأثير الإسرائيلي رغم القصف والضربات الجوية.

كما قام الفريق عبد الرحيم موسوي، رئيس الأركان العامة، بجولة تفقدية في الجنوب الإيراني، ورافقته كاميرات الإعلام الرسمي لتوثيق نشاطه في الميدان، ما ينفي مزاعم إسرائيلية سابقة عن "إصابته إصابة حرجة".

بدوره، خرج اللواء عزيز ناصر زاده، وزير الدفاع الإيراني، في مقابلة رسمية أعلن فيها أن "إيران دخلت مرحلة جديدة من التوازن الاستراتيجي، وأن قدرتها على الردع بلغت مستوى يُعيد رسم الخطوط الحمراء في المنطقة".

هذه التصريحات تضيف إلى الحملة المنظمة التي تخوضها طهران لنفي فعالية الضربات الإسرائيلية الأخيرة.

إسرائيل في مرمى الاتهام بـ"التضليل الإعلامي"

الرد الإيراني لم يقتصر على الجانب البصري، بل حمل أيضًا لهجة اتهامية مباشرة لإسرائيل، حيث وصفت وسائل الإعلام الإيرانية المزاعم الإسرائيلية بشأن نجاح عمليات الاغتيال بأنها جزء من "حرب نفسية ممنهجة"، تهدف إلى إرباك الرأي العام الإيراني، وبث الشك داخل منظومة الحكم.

وسائل الإعلام الرسمية تعهدت بنشر تقارير مفصلة في الأيام القادمة لكشف ما أسمته "التضليل المنهجي" الذي اعتمدته إسرائيل، في محاولتها تسويق انتصارات وهمية داخليًا وخارجيًا.

دروس في التواصل الاستراتيجي

الرسائل الإيرانية، التي أُخرجت بتناسق دقيق، تُبرز قدرة النظام على استخدام الأدوات الإعلامية والتكتيكية بشكل متكامل.

ففي الوقت الذي كانت فيه إسرائيل تحتفي بما اعتبرته "نجاحات نوعية" ضد شخصيات إيرانية بارزة، فاجأتها طهران بعرض مباشر لنشاط هذه الشخصيات على الأرض.

ويرى مراقبون أن إيران تعمدت توزيع الظهورات الرسمية على أكثر من شخصية، وفي أكثر من موقع، لتأكيد أن "العمود الفقري" للنظام ما زال صامدًا، وأن الضربات الإسرائيلية لم تُحدث شرخًا يُذكر في بنية القيادة.

 من ينتصر في معركة المعلومة؟

المواجهة بين طهران وتل أبيب لم تعد تقتصر على الميدان العسكري، بل توسعت لتشمل معركة "من يملك السردية؟". وبينما تُحاول إسرائيل فرض واقع عبر الرواية السريعة والضربات الدقيقة، تلجأ إيران إلى الرد عبر صور القيادة المتماسكة والخطاب الجماهيري القوي، في معركة لا تقل ضراوة عن أي مواجهة صاروخية.

في ظل هذا التصعيد المتبادل بين الرواية والصورة، تبقى الحقيقة الكبرى أن المنطقة تعيش على حافة الانفجار، وكل رواية غير مدعّمة بالصوت والصورة، قد تتحول إلى سلاح مرتد في زمن الحروب النفسية والضربات الإعلامية.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك