أنتلجنسيا المغرب / حمان ميقاتي
مع اقتراب
الانتخابات التشريعية لعام 2026، بدأت بعض الوجوه السياسية في تدشين حملاتها غير
المعلنة عبر توزيع القفف الرمضانية لهذا العام 2025 على الفقراء والمحتاجين، هذا
النشاط، الذي يفترض أن يكون عملاً خيرياً خالصاً، تحوّل في بعض الحالات إلى
استعراض انتخابي مكشوف، حيث تتعمد بعض الجهات توثيق عمليات التوزيع عبر الصور
والفيديوهات التي يراها البعض وسيلة دعائية أكثر منها مبادرة إنسانية.
العديد من
النشطاء المدنيين نددوا بهذه السلوكيات التي يعتبرونها إهانة لكرامة المواطنين
المحتاجين، داعين إلى ضرورة توزيع هذه المساعدات بطريقة تحفظ ماء الوجه، ويرى
هؤلاء أن المساعدات يجب أن تصل إلى مستحقيها دون استغلالهم في مشاهد وصفوها
بالمقرفة، حيث يظهر المستفيدون في مقاطع مصورة تُستخدم لاحقاً للترويج لأجندات
سياسية، بدلاً من أن يكون الهدف هو تخفيف معاناة الأسر الفقيرة خلال شهر رمضان.
في
المقابل، يدافع بعض السياسيين عن توثيق هذه المبادرات، معتبرين أن الهدف منها هو
الشفافية وإظهار مدى استفادة الفئات الهشة من المساعدات، غير أن هذا الطرح لا يقنع
الكثيرين، خاصة في ظل تكرار نفس المشهد مع اقتراب كل استحقاق انتخابي، مما يعزز
الشكوك حول النوايا الحقيقية وراء هذه القفف الرمضانية التي تتحول في نظر البعض
إلى أوراق انتخابية قبل الأوان.
المطالب اليوم تتجه نحو وضع آليات توزيع أكثر
احترامًا لكرامة المستفيدين، بعيدًا عن عدسات الكاميرات والمزايدات السياسية،
فبينما يزداد الجدل حول هذه الظاهرة، يبقى السؤال المطروح: هل ستظل القفف
الرمضانية أداة في أيدي الساسة لحشد الأصوات، أم أن هناك إرادة حقيقية لفصل العمل
الإنساني عن التسويق الانتخابي؟ .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك