المغرب على حافة العزوف الكبير وانتخابات 2026 مهددة بانهيار غير مسبوق في الثقة والمشاركة

المغرب على حافة العزوف الكبير  وانتخابات 2026 مهددة بانهيار غير مسبوق في الثقة والمشاركة
سياسة / السبت 06 دجنبر 2025 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:ياسر اروين

يتّجه المغرب نحو واحدة من أكثر اللحظات الانتخابية قتامة منذ بداية “المسار الديمقراطي الموجَّه”، بعدما أصبح فقدان الثقة في الأحزاب والحكومة والمؤسسات حالة عامة، لا تخص فئة محددة ولا جيلاً بعينه، بل تمتدّ أفقياً وعمودياً عبر المجتمع.

فكل المؤشرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تلتقي في خط مستقيم واحد، وهو أن المغاربة لم يعودوا يؤمنون بأن صناديق الاقتراع قادرة على تغيير واقعهم، وأن انتخابات 2026 ستشهد أدنى نسبة مشاركة منذ عقود، في ضربة موجعة لكل الخطابات الرسمية التي تتغنى بالإصلاح والاستقرار والانفتاح.

والهوة بين الدولة والمواطن اتسعت إلى درجة غير مسبوقة، الأحزاب السياسية لم تعد سوى هياكل كرتونية فقدت القدرة على إقناع حتى قواعدها التقليدية.

فالحكومة الحالية تحوّلت إلى عنوان لغياب الرؤية، وتعميق الفوارق، ووضع المواطن أمام أزمات متتالية في الأسعار، والقدرة الشرائية، وجودة الخدمات.

أما الدولة، فخطابها حول “الثقة في المؤسسات” لم يعد يجد آذاناً تصغي له، لأن الواقع اليومي يناقضه: غياب محاسبة، تضارب المصالح، ضعف الشفافية، وتغلغل النفوذ الاقتصادي في القرار السياسي.

ومع اقتراب الانتخابات، لا يبدو أن أي شيء يتحسن، لا يوجد نقاش عمومي حقيقي، ولا تنافس سياسي فعلي، ولا برامج قادرة على إقناع الطبقات المتوسطة أو الهشة بوجود بارقة أمل.

فما يتردد داخل الأحياء الشعبية والجامعات وفضاءات العمل وحتى شبكات التواصل هو نفسه: “علاش نصوت؟ شكون غادي يبدل؟” وهي أسئلة تكشف عمق الأزمة أكثر مما تكشف سطحها.

التوقعات الأولية القادمة من مراكز الرصد والباحثين المستقلين تؤكد أن نسبة المشاركة في 2026 قد تكون الأدنى في تاريخ المغرب الحديث، حيث يتوقع أن تنزل إلى مستويات “محرجة سياسياً” و”مقلقة مؤسساتياً”، ما سيضع الدولة أمام حقيقة لا ترغب في مواجهتها.

فالشعب لم يعد يثق في العملية برمتها، وإذا حدث السيناريو الأسوأ، فسيكون ذلك بمثابة نكسة صريحة لكل ما روّج له الخطاب الرسمي خلال العقد الأخير حول “التحديث السياسي” و“التقوية الديمقراطية”.

والمفارقة أن الدولة تبدو اليوم كمن يواصل السير في الطريق ذاته دون أن يلتفت إلى أن الأرض من تحته تتآكل.

أما الرهان على “التحكم في النتائج” لم يعد يكفي لضمان الشرعية، لأن الشرعية لا تصنعها الأرقام بل تصنعها الثقة، وهذه الأخيرة تبخرت تقريباً.

فانتخابات بلا مشاركة، وأحزاب بلا قوة، وحكومة بلا تأثير، ومواطنون بلا أمل، هذا هو المشهد الحقيقي الذي يتشكل بوضوح.

المغرب اليوم أمام مفترق طرق خطير: إما مراجعة جذرية لطريقة ممارسة السياسة وإدارة الشأن العام، أو الوقوع في دائرة عزوف شاملة ستفرغ العملية الانتخابية من أي معنى، وتحوّل 2026 إلى محطة فارغة المحتوى، تُظهر حجم الانهيار الذي يحاول الجميع التستر عليه.

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك