صرخة الأم "وهي" تحتضر تعيد "ناصر الزفزافي" إلى واجهة الوجع المغربي

أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا

عُلم أن والدة "ناصر الزفزافي" زوليخة زوجة الراحل "أحمد الزفزافي" نقلت على عجل إلى قسم المستعجلات في وضع صحي بالغ الخطورة بعد أيام من التدهور الصامت الذي أنهك جسدها وأربك عائلتها بينما عجت منصات التواصل برسائل التضامن والدعاء من مختلف أنحاء المغرب تعبيرا عن حجم التعاطف الشعبي المتواصل معها ومع أسرة حملت عبء السنوات وحدها بصمت موجع.

تأتي هذه الأزمة الصحية في لحظة تختلط فيها جراح الأم بفقدان رفيق عمرها "أحمد" المعروف بين المغاربة "بابا سيدي أحمد" الذي رحل قبل أشهر قليلة تاركا خلفه إرثا من الصبر والسكينة فيما لم يتسن لناصر سوى الحضور الاضطراري لوداع والده تحت حراسة مشددة وهو المشهد الذي ظل محفورا في ذاكرة الرأي العام باعتباره أحد أكثر الصور دلالة على مأساة إنسانية ممتدة.

المطالب اليوم تتصاعد من جديد بإطلاق سراح "ناصر الزفزافي" باعتبار ذلك الخطوة الوحيدة القادرة على تضميد ما تبقى من جراح والدته المنهكة التي لم تستطع قسوة الأيام احتمال صدمة الفقد ثم استمرار غياب الابن في وقت كانت تنتظر فيه سندا إنسانيا يعيد إليها بعضا من توازنها وسط شعور عام بأن الوضع تجاوز حدود الخلاف السياسي إلى معركة حياة أو موت.

وتجد هذه الدعوات صداها في الشارع الافتراضي الإجتماعية والواقعي على حد سواء حيث تحولت حالة الأم إلى عنوان مؤلم لملف يرفض أن يطويه الزمن بينما تتشبث أصوات عديدة بأمل أخير في أن لا تتحول لحظة الاحتضار إلى خاتمة القصة وأن تحظى الأم بفرصة رؤية ابنها خارج الأسوار قبل أن ينطفئ ما تبقى من قوتها بصمت لا يحتمله القلب المغربي.