حركة التوحيد والإصلاح:الفساد يغزو المؤسسات والصفقات العمومية بلا رادع

أنتلجنسيا المغرب:لبنى مطرفي

في بلاغ شديد اللهجة، دقّ المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح ناقوس الخطر إزاء ما وصفه بتنامي “شبهات الفساد وتضارب المصالح” التي باتت تعصف بالصفقات العمومية وتمتد لتلطيخ سمعة مهنة الصحافة نفسها، في سياق يزداد فيه الاستهتار بالقانون ويستشري فيه المسّ بأخلاقيات العمل المؤسساتي. الحركة، التي اجتمعت يوم السبت 22 نونبر 2025، لم تُخفِ قلقها من حجم الفضائح المتداولة في الرأي العام، معتبرة أن خطورتها لم تعد تُحتمل وأن أثرها يهدد ما تبقى من ثقة المواطنين في الدولة وأجهزتها.

البلاغ وجّه رسالة مباشرة للسلطات المختصة بضرورة الانتقال من لغة الخطابات إلى ممارسة فعلية لربط المسؤولية بالمحاسبة، مع تعزيز قيم النزاهة والشفافية داخل المؤسسات العمومية، في إشارة واضحة إلى أن استمرار هذه الانتهاكات بات يمثل تهديداً بنيوياً لأسس الحكامة الجيدة. كما شددت الحركة على أن حماية الحقوق والحريات وكرامة المواطن لم تعد مجرد شعارات، بل شروطاً أساسية لاستعادة الثقة وإعادة بناء الأمل لدى المغاربة، خاصة في ظل الاستحقاقات المصيرية التي تنتظر البلاد.

وبلهجة قريبة من التحذير، أكدت الحركة أن تجاهل هذه الملفات أو محاولة طمسها لن يؤدي إلا إلى تعميق الشروخ داخل المجتمع، داعية إلى مواجهة الفساد بشجاعة سياسية وبمؤسسات قوية لا تخضع للولاءات أو تضارب المصالح. في زمن تتسارع فيه الفضائح وتتكشف فيه الحقائق أمام الرأي العام، يبدو أن صرخة الحركة ليست سوى انعكاس لوجدان جماعي تعب من الفوضى الأخلاقية التي تنخر البلاد، وينتظر إرادة حقيقية لوقف هذا الانحدار.