الثقافة جسر الصداقة الراسخ بين المغرب وإيطاليا في أفق المتوسط الجديد

الثقافة جسر الصداقة الراسخ بين المغرب وإيطاليا في أفق المتوسط الجديد
سياسة / الجمعة 17 أكتوبر 2025 - 19:00 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد الشباب المجيد

أنتلجنسيا المغرب: فهد الباهي/م.إيطاليا

أكد وزير الثقافة الإيطالي أليساندرو غيولي، خلال لقائه برئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف مهدي قطبي في العاصمة روما، أن الثقافة تمثل ركيزة جوهرية في عمق العلاقات بين المغرب وإيطاليا، مشددًا على قيمتها الاستراتيجية في تعزيز التقارب بين الشعبين. وأبرز أن هذا التعاون الثقافي ليس مجرد نشاط رمزي، بل أداة فعالة لبناء معرفة متبادلة وتنمية مستدامة، في إطار ما سماه "مخطط ماتيي لإفريقيا" الذي يجعل من الشراكة المتوسطية منصة للنهوض الإقليمي المشترك.

وأوضح الوزير الإيطالي أن الجانبين يعملان على توسيع نطاق التعاون الثقافي ليشمل مبادرات نوعية، من أبرزها دعم مدينتي ماتيرا وتطوان لتكونا العاصمتين المتوسطيتين للثقافة والحوار سنة 2026، في خطوة ترمز إلى وحدة المصير الثقافي والتاريخي على ضفتي المتوسط.

من جهته، عبّر مهدي قطبي عن استعداد المؤسسة الوطنية للمتاحف للمساهمة الفعالة في إعداد وتنفيذ البرنامج الثقافي المشترك، مؤكدًا أن المملكة المغربية، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تشهد دينامية ثقافية وفنية استثنائية جعلت من الثقافة محركًا للإبداع والتنمية والانفتاح.

وخلال زيارته إلى روما، أعلن قطبي أن الوزير الإيطالي أعرب عن رغبته في أن تكون الرباط أول محطة للمعرض الإيطالي العالمي المتنقل "Negotium" سنة 2027، في إشارة إلى المكانة التي أصبحت تحتلها العاصمة المغربية كأحد أبرز الفضاءات الفنية والثقافية في إفريقيا والمتوسط.

واتفق الطرفان أيضًا، في إطار التعاون بين المتحف الوطني لعلوم الآثار وعلوم الأرض، على إطلاق برامج تكوين متخصصة لفائدة تقنيين مغاربة في مجالات حفظ وترميم القطع المصنوعة من الرخام والبرونز، بما يتيح نقل الخبرات الإيطالية العريقة إلى الكفاءات المغربية، وتعزيز إشعاع المغرب كجسر ثقافي نحو القارة الإفريقية.

كما عقد رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف لقاءً مع رئيسة المتحف الوطني لفنون القرن الحادي والعشرين "ماكسي"، إيمانويلا بروني، جرى خلاله بحث تنظيم معارض مشتركة تبرز التفاعل الفني والتاريخي بين البلدين. وسيُقام في روما العام المقبل معرض مخصص للأعمال الفنية لفنانات مغربيات، فيما تحتضن الرباط معرضًا للفن الإيطالي الحديث والمعاصر، في تبادل يعكس روح التكامل الثقافي.

واختتم قطبي زيارته بلقاء عدد من كبار مسؤولي وزارة الثقافة الإيطالية، بينهم ماسيمو أوسانا وفابريتسيو ماغاني، حيث تم الاتفاق على إطلاق برنامج لتبادل الخبرات والتكوين في مجال الترميم الفني وصيانة التراث الأثري المغربي، تأكيدًا على أن الثقافة تظل المجال الأرحب لتجسيد الصداقة المتينة بين المملكتين، وتوطيد جسور التعاون بين ضفتي المتوسط بروح من الإبداع والانفتاح المتبادل.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك