المغرب وفنلندا.. دبلوماسية برلمانية ترسم ملامح شراكة استراتيجية متجددة

أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا

أجرى رئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي مباحثات مكثفة في هلسنكي مع كبار المسؤولين الفنلنديين، حيث تميزت اللقاءات بمناقشة ملفات استراتيجية ترتبط بالمصالح المشتركة وتعزيز مسار التعاون الثنائي، في ظل ما يعرفه العالم من تحولات كبرى تتطلب تقارب الرؤى وتوحيد الجهود.

تميزت اللقاءات مع رئيس البرلمان الفنلندي ووزيرة الزراعة والغابات ونائبة الرئيس ورؤساء لجان كبرى، بإبراز دينامية العلاقات المغربية الفنلندية، القائمة على التشاور وتبادل الخبرات، خصوصا في القضايا المرتبطة بالهجرة والمناخ والأمن الغذائي، وهي ملفات تضع البلدين أمام رهانات مشتركة تفرض تعزيز جسور التعاون.

الوفد البرلماني المغربي أكد على الأهمية القصوى للتجربة الفنلندية في مجالات متعددة، خاصة ما يتعلق بتطوير السياسات الفلاحية والطاقات النظيفة، وهو ما يجعل الشراكة بين البلدين نموذجًا قادرًا على المساهمة في إيجاد حلول مبتكرة لمعضلات عالمية متزايدة التعقيد.

المسؤولون الفنلنديون شددوا بدورهم على المكانة المتميزة للمغرب كشريك موثوق للاتحاد الأوروبي، واعتبروه ركيزة أساسية في تعزيز السلم والاستقرار الإقليمي، مثمنين الإصلاحات الكبرى التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، لاسيما في ميادين الطاقات المتجددة والتنمية الاجتماعية.

ولم يفت الجانب الفنلندي أن يجدد اعترافه بالدور المغربي المحوري في القارة الإفريقية، مؤكدًا أن مبادرات المملكة في القضايا التنموية والإنسانية تجعل منها فاعلاً استراتيجياً يتجاوز حدودها الجغرافية، وهو ما يعزز موقعها كجسر للتعاون بين أوروبا وإفريقيا.

من جانبه، أبرز الطالبي العلمي أن المغرب وفنلندا يجتمعان على قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية، منوهًا بموقف هلسنكي الداعم للوحدة الترابية للمملكة ومبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الإطار الأمثل لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

الزيارة، التي تستمر لعدة أيام، شكلت فرصة سانحة لتقريب المواقف وتعميق الحوار البرلماني بين البلدين، في أفق بناء تحالف استراتيجي متين، يجعل من التعاون المغربي الفنلندي رافعة أساسية لمواجهة التحديات الدولية ورسم ملامح مستقبل مشترك أكثر إشراقًا.