أنتلجنسيا المغرب:أكادير
في مشهد يندى له الجبين، تجوب كلاب
"الصارفة" الشوارع الكبرى لمدينة أكادير التي يتولى رئيس الحكومة
المغربية رئاسة مجلسها البلدي "عبدالعزيز أخنوش"، العاصمة السياحية التي
يفترض أن تكون واجهة حضارية مشرفة للمملكة، غير أن واقع الحال يكشف عن فوضى
مستفحلة، وغياب مقلق لأي تصور واضح لدى المجلس الجماعي الذي يرأسه حزب رئيس
الحكومة "عزيز أخنوش"، ما يضع أكثر من علامة استفهام حول مدى الجدية في
الاستعداد للمحطات الدولية المقبلة.
الكلاب الضالة لم تعد تقتصر على
الأزقة والأحياء الهامشية، بل أصبحت حاضرة بقوة في قلب المدينة، أمام الفنادق
الكبرى، والمركبات السياحية، والمناطق التي يفترض أن تحظى بعناية استثنائية. مشاهد
لا تشرف لا المواطن ولا الزائر، بل تضرب في العمق صورة المغرب كدولة صاعدة تستعد
لاحتضان تظاهرات عالمية.
فأي رسالة نوجهها للوفود القادمة حين
يجدون الكلاب تتجول بأريحية في أهم الشرايين الحضرية؟
لا ندعوا لقتلهم، ولكن حلول واقعية
كما هي في أوروبا .
الأدهى أن هذه الفضيحة البيئية
والصحية تأتي في زمن تُصرف فيه الملايين على التجميل الكاذب والبرامج الوهمية التي
لا تترجم شيئًا على أرض الواقع.
إذ كيف يمكن الحديث عن التنمية
والتهيئة الحضرية وأبسط مقومات النظافة والسلامة مفقودة؟ وأين هو دور الجهات
الوصية التي تغرق في الصمت المطبق وكأن الأمر لا يعنيها؟
ما يحدث في أكادير ليس مجرد إهمال
عابر، بل هو مؤشر خطير على اختلالات عميقة في التدبير، يتحمل مسؤوليتها الكاملة من
يتغنون كل يوم بالتنمية والازدهار، بينما الشوارع تنطق بالفوضى والعجز، كلاب
"الصارفة" تحولت اليوم إلى عنوان صريح لفشل جماعي، ووصمة عار تلاحق كل
من يدّعي أن المدينة تسير في طريق التقدم.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك