الجزائر تسلم دفعة جديدة من المهاجرين المغاربة العائدين من جحيم السجون..أزمة الهجرة تتفاقم وسط غياب حلول حكومية

الجزائر تسلم دفعة جديدة من المهاجرين المغاربة العائدين من جحيم السجون..أزمة الهجرة تتفاقم وسط غياب حلول حكومية
سياسة / السبت 08 مارس 2025 - 11:00 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أبو فراس

في خطوة جديدة تسلط الضوء على الأزمة المتصاعدة للهجرة غير النظامية، سلمت السلطات الجزائرية خلال الساعات القليلة الماضية دفعة جديدة من الشباب المغاربة المعتقلين في سجونها، عبر معبر "زوج بغال" الحدودي.

هؤلاء الشباب، الذين كانت آمالهم معلقة على عبور البحر الأبيض المتوسط نحو أوروبا، انتهى بهم المطاف في ظروف اعتقال صعبة بالسجون الجزائرية، قبل أن يتم ترحيلهم إلى المغرب وسط معاناة إنسانية واجتماعية خطيرة.

عملية الترحيل هذه ليست الأولى من نوعها، فقد شهدت الأشهر الأخيرة ارتفاعًا في أعداد المغاربة المرحلين من الجزائر، في ظل التضييق الأمني المشدد على المهاجرين غير الشرعيين الذين يحاولون العبور عبر السواحل الجزائرية باتجاه الضفة الشمالية للمتوسط.

ورغم المخاطر الكبيرة، لا يزال شباب مغاربة كثر يغامرون بحياتهم بحثًا عن فرصة أفضل خارج الوطن، وهو ما يطرح تساؤلات جوهرية حول الأسباب الحقيقية وراء تفاقم هذه الظاهرة، ودور السياسات الحكومية في خلق واقع يدفع هؤلاء الشباب إلى المخاطرة بحياتهم في مغامرات غير محسوبة العواقب.

المعادلة التي يعيشها هؤلاء المرحلون معقدة، فهم لم يجدوا في وطنهم فرص عمل تضمن لهم الحد الأدنى من العيش الكريم، وفي الوقت نفسه، واجهوا معاملة قاسية داخل السجون الجزائرية، حيث أفادت شهادات سابقة لمهاجرين مغاربة بأن الظروف في مراكز الاحتجاز الجزائرية غير إنسانية، وتتسم بالإهمال وسوء المعاملة، في ظل توتر العلاقات السياسية بين البلدين، ما يجعل ملف المهاجرين المغاربة ورقة أخرى في سياق الصراع الدبلوماسي الصامت بين الرباط والجزائر.

عودة هؤلاء الشباب إلى المغرب لا تعني نهاية معاناتهم، بل هي بداية لرحلة جديدة من التحديات، إذ يعودون مثقلين بخيبة الأمل، ومحرومين من أي دعم حقيقي يساعدهم على إعادة بناء حياتهم.

فالحكومة المغربية، التي تواجه انتقادات متزايدة بسبب إخفاقها في توفير حلول حقيقية لمشكلة البطالة والفقر، لم تعلن حتى الآن عن أي خطط واضحة لإعادة إدماج هؤلاء المرحلين في المجتمع، ما يجعلهم عرضة لإعادة المحاولة أو السقوط في براثن الفقر والتهميش مجددًا.

في ظل هذا الوضع، يبقى السؤال الملح: إلى متى سيظل الشباب المغربي مضطرًا للمقامرة بحياته من أجل حلم الهجرة؟ وهل ستستمر السلطات في التعاطي مع هذه الأزمة بالحلول الأمنية والترحيلات، دون معالجة الأسباب العميقة التي تدفع الآلاف إلى المخاطرة بأرواحهم بحثًا عن مستقبل مغاير؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك