تصعيد مرتقب..طلبة الطب والصيدلة بالمغرب في مواجهة تجاهل حكومي يزيد من تأزيم أوضاعهم

تصعيد مرتقب..طلبة الطب والصيدلة بالمغرب في مواجهة تجاهل حكومي يزيد من تأزيم أوضاعهم
سياسة / الأحد 02 مارس 2025 - 15:04 / لا توجد تعليقات:

أنتلجنسيا المغرب:أبو آلاء

عبّرت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان عن استيائها العميق من استمرار تجاهل الوزارات الوصية لمطالبها العالقة، حيث لم تتلق أي تجاوب مع طلبات الاجتماع التي وجهتها إلى كل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية.

هذا التجاهل زاد من حدة التوتر داخل كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، خصوصاً في ظل التأخير غير المبرر لصرف التعويضات وتأخر العمل على هيكلة السلك الثالث، إضافة إلى الضبابية البيداغوجية التي تطبع مسار التكوين، مما جعل الطلبة يشعرون بأن مطالبهم الأساسية لا تحظى بالاهتمام اللازم من طرف الجهات المسؤولة.

اللجنة الوطنية، التي تعتبر الممثل الوحيد والشرعي لطلبة الطب، أعلنت عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك" أنها وجهت طلبين رسميين لكل من وزير الصحة والحماية الاجتماعية أمين التهراوي، ووزير التعليم العالي عز الدين الميداوي، من أجل عقد اجتماع مستعجل لمناقشة الملفات العالقة. وأوضحت أن هذه الخطوة جاءت نتيجة تكرار الدعوات السابقة التي قوبلت بعدم التجاوب، ما دفع الطلبة إلى تصعيد موقفهم والمطالبة بحلول ملموسة تضع حداً لهذا الوضع المقلق الذي يهدد جودة التكوين الطبي بالمغرب.

وأكدت اللجنة أن استمرار هذا التجاهل أدى إلى حالة من الاحتقان داخل كليات الطب العمومية، خاصة في ظل التأخر غير المبرر لصرف التعويضات المستحقة، وعدم وضوح الرؤية بالنسبة للطلبة الجدد في دفعة 2023-2024، إضافة إلى الغموض الذي يلف مسار السلك الثالث، وهو ما يهدد استقرار التكوين الطبي ومستقبل الممارسين الشباب.

وأشارت إلى أن الطلبة أبدوا التزامهم المستمر بالدفاع عن جودة تكوينهم، لكنهم في المقابل يواجهون عراقيل إدارية وتسويفاً غير مبرر من الجهات الوصية، ما يجعل الوضع مرشحاً لمزيد من التصعيد إذا استمر هذا التعنت.

وشددت اللجنة الوطنية على ضرورة عقد لقاء مستعجل مع الوزيرين المعنيين، من أجل إرساء منهجية عمل تشاركية تعالج هذه المشاكل بطريقة جذرية، والتسريع بتنزيل مضامين محضر الاتفاق الذي تم توقيعه سابقاً بين المكاتب والمجالس المحلية للطلبة والوزارة، تحت إشراف مؤسسة الوسيط.

هذا الاتفاق، الذي كان من المفترض أن يكون خارطة طريق لمعالجة قضايا الطلبة، لا يزال يراوح مكانه دون أي تفعيل حقيقي، ما يزيد من حالة الإحباط بين صفوف الطلبة الذين يرون أن الحكومة تتعامل مع ملفهم ببطء غير مبرر.

ومع تصاعد الغضب الطلابي، يظل السؤال مطروحاً حول مدى استعداد الحكومة للاستجابة لمطالب هؤلاء الطلبة، الذين يمثلون مستقبل قطاع الصحة في المغرب، في وقت أصبح فيه تحسين ظروف تكوين الأطباء ضرورة ملحة لمواكبة التطورات الصحية والتحديات التي يواجهها النظام الصحي الوطني.

فهل ستتحرك الوزارات المعنية لإنهاء هذا الاحتقان، أم أن التجاهل سيستمر ليزيد من تعقيد الأزمة؟

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك