أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/إيطاليا
في كلمة قوية هزت الرأي العام، وجه عادل تشيكيطو، رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، انتقادات لاذعة للحكومة، متهمًا إياها بالعجز عن مواجهة الغلاء الفاحش الذي ينهك الفقراء ويدمر القدرة الشرائية للمغاربة. وأكد تشيكيطو، خلال كلمته على منصة مسرح عفيفي بمناسبة دورة المهرجان الوطني للمسرح الحقوقي يوم السبت 22 فبراير 2025، أن المغاربة باتوا يعيشون في زمن تهاوت فيه القيم وانعدمت فيه الحقوق، حيث لم تعد حرية التعبير إلا تهمة جاهزة، والتجرؤ على قول الحق أصبح يقابَل بالملاحقة والتضييق.
وأضاف تشيكيطو بلهجة غاضبة أن الحكومة الحالية، برئاسة عزيز أخنوش، لا تتقن سوى لغة الأرقام الجوفاء، بينما واقع المواطنين ينطق بالفقر والاحتقار واليأس.
وأردف قائلاً: "أيها المدافعون عن حقوق الإنسان، إننا اليوم نشهد حكومة لا تحسن سوى تبرير فشلها، ولا تتقن سوى إنتاج الأعذار الواهية أمام الأوضاع الاقتصادية الكارثية التي يرزح تحتها المغاربة". وأشار إلى أن المضاربين والسماسرة وتجار الأزمات أصبحوا يتحكمون في الأسواق، بينما الحكومة تكتفي بالصمت أو بالتفرج، تاركة المواطنين تحت رحمة الارتفاع الصاروخي للأسعار.
وفي تصعيد خطابه ضد رئيس الحكومة، قال تشيكيطو بحزم: "على أخنوش أن يستحي، بل عليه أن يقدم استقالته فورًا أمام هذا الغلاء الذي يُدمي جيوب المغاربة". وأضاف أن الوضع الاقتصادي أصبح لا يطاق، حيث يتحسس المغاربة جيوبهم خوفًا من العجز عن توفير مستلزمات عائلاتهم مع اقتراب شهر رمضان ورأس السنة، وهي المواسم التي تتحول إلى كابوس حقيقي بسبب فوضى الأسعار وجشع المضاربين، في غياب أي تدخل حكومي يضع حدًا لهذا النزيف المستمر منذ سنوات.
وشدد رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان على أن الحكومة فشلت فشلاً ذريعًا في التصدي للاحتكار والمضاربة التي تستنزف جيوب المواطنين، وبدل أن تتخذ قرارات حازمة لحماية الفئات الهشة والمتوسطة، تواصل التمادي في تقديم أرقام خادعة، بينما الواقع المعيشي يزداد قتامة. واستنكر تشيكيطو تحول المواطن المغربي إلى رهينة للارتفاع الجنوني في الأسعار، وسط غياب أي بوادر إصلاح حقيقي، مضيفًا أن الفقراء لم يعد لديهم القدرة على التحمل أكثر، والمطالب اليوم باتت تتجاوز مجرد تخفيض الأسعار، بل تصل إلى المطالبة بمحاسبة الحكومة ورحيلها إن لم تتمكن من إيجاد حلول حقيقية.
وأكد أن صرخات الشعب المغربي وصلت إلى أوجها، وأن السياسات الفاشلة والمتخاذلة لم تعد مقبولة، مشددًا على أن المغاربة لم يعودوا بحاجة إلى حكومة تكتفي بالتفرج على معاناتهم، بل إلى حكومة قادرة على اتخاذ قرارات جريئة وحازمة تحمي قوتهم اليومي وتضمن لهم العيش بكرامة. وأضاف أن الأزمة لم تعد مجرد أزمة أسعار، بل تحولت إلى أزمة ثقة بين الشعب والحكومة، وأن استمرار الوضع على ما هو عليه قد يدفع الشارع المغربي إلى التعبير عن غضبه بطرق أكثر حدة، في ظل انسداد الأفق وغياب أي مؤشرات على تحسن الوضع الاقتصادي.
الكلمة النارية لعادل تشيكيطو لقيت تفاعلًا واسعًا بين الحقوقيين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها البعض أقوى هجوم حقوقي على الحكومة الحالية، بينما رأى آخرون أنها تعكس تمامًا حالة الغضب الشعبي المتزايد من السياسات الاقتصادية العاجزة، بينما يترقب الجميع رد فعل الحكومة على هذه التصريحات النارية، يبقى السؤال الكبير مطروحًا: هل ستصغي الحكومة لصوت الشعب، أم أن دار لقمان ستبقى على حالها؟ .
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك