سياسة / الجمعة 01 نوفمبر 2024 12:29:03 / لا توجد تعليقات:
أنتلجنسيا مغربنا 1-Maghribona 1
في مداخلة سياسية مطولة وقوية، هاجم محمد أوزين، القيادي البارز في الفريق الحركي، مشروع قانون المالية الجديد، موجهاً سهام النقد نحو حكومة تعتمد، حسب وصفه، مقاربة محاسباتية باردة لا ترى الإنسان، وتفتقر إلى الجرأة في مواجهة التحديات الكبرى.
"لن نخدع المغاربة بوعود جوفاء، فكل مؤشراتكم تدق ناقوس الخطر!" هكذا بدأ أوزين خطابه، مستعرضاً إخفاقات الحكومة في تحقيق أدنى توقعاتها.
"مشروع قانون بلا روح ولا كرامة: أين السياسي الجريء الذي يلتزم بكرامة المواطن؟"
وصف أوزين مشروع القانون بأنه يعكس "عجزاً ذريعاً" في تقديم حلول شاملة للأزمات المتفاقمة، بدءاً من التضخم وصولاً إلى أزمة البطالة والشباب NEET. واستنكر غياب استراتيجيات حقيقية لتعزيز القدرة الشرائية للمغاربة، معتبراً أن الحكومة تُثقل كاهل المواطن بضرائب جديدة وسط موجة ارتفاع الأسعار. "ميزانيتكم متضخمة على حساب الشعب... والحساب آتٍ لا محالة!" صرّح أوزين.
"رهانات زراعية في زمن الجفاف: كفانا أوهاماً!"
لم يتردد أوزين في مهاجمة اعتماد الحكومة على فرضيات زراعية خيالية، في ظل شح الأمطار والتغيرات المناخية. "كيف ستتحققون من معدل نمو 4.6% في 2025، بينما تفشلون في ضبط تضخم تضاعف بثماني مرات عن وعودكم؟" تساءل مستنكراً، محذراً من الاعتماد على مواسم فلاحية لا تتحقق إلا في الخيال.
"قرى منسية ومناطق منكوبة: من سمع صرخات طاطا وفكيك؟"
ركز أوزين على مأساة المناطق المنكوبة جراء الفيضانات، مستعرضاً الوضع الكارثي في أقاليم الجنوب الشرقي كفكيك وطاطا، حيث لا تزال الساكنة تعاني من غياب تدخل حكومي جدي. "لو كنّا في حملة انتخابية لسبقتم الرياح في زيارتكم!" قال بنبرة حادة، مؤكداً أن الحكومة تتجاهل فئات واسعة من الشعب لصالح سياسات تركز على رفاه المدن الكبرى.
"التضخم يضخم ميزانيتكم: المواطن يُرهق والديون تُراكم"
أبرز أوزين كيف أن التضخم أصبح شريان الحياة لميزانية الحكومة، عبر زيادة إيرادات الضرائب على حساب المواطن المغلوب على أمره. "هذه ليست سياسة مالية، بل ترييش ممنهج للشعب"، مضيفاً أن الاعتماد على الديون بفوائد مرتفعة يجعل الوضع المالي هشاً، ويدفع الدولة نحو مزيد من التبعية الاقتصادية.
"الحرية ليست مزاداً: الصحافة بين المطرقة والسندان"
في حديثه عن الحريات، انتقد أوزين ملاحقات الصحافيين، واصفاً إياها بمحاولات خنق للرأي المستقل. وأكد أن المجتمع بحاجة إلى إعلام قوي لا يساوم، مشيراً إلى أن "الحرية لا تُقيد، فهي سماء الوطن، ومن دونها نفقد كرامة التعبير والتعددية".
"الأمازيغية ليست شعاراً: كفى محاصرة لهويتنا!"
استنكر أوزين ما أسماه بـ"التعامل الإداري العقيم" مع ملف الأمازيغية، قائلاً إن الحكومة حوّلت مسار ترسيم اللغة الأمازيغية إلى إجراءات شكلية لا تعني شيئاً، مطالباً بخطط حقيقية لدمج الأمازيغية في الحياة العامة. "الهوية ليست سلعة تُساومون عليها، بل روح هذا الوطن".
"استراتيجيات عقيمة تفتقر إلى الإبداع"
واختتم أوزين مداخلته بإدانة الاعتماد على الحلول الجاهزة والخطط التقليدية، مؤكداً أن الحكومة تفتقر إلى رؤية شمولية لمعالجة الأزمات الاجتماعية والاقتصادية. "هذا مشروع قانون بلا قلب ولا عمق، وبهذا الشكل لن ينقذ بلدنا من مستنقع الأزمات".
"الرهان القادم لن يكون على أرقامكم، بل على قدرة الشعب على محاسبتكم".
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك