أنتلجنسيا المغرب:فهد الباهي/م.إيطاليا
في خطوة غير مسبوقة، وجّه الملك "محمد
السادس" نداءً إلى الشعب المغربي يدعوهم فيه إلى الامتناع الطوعي عن ذبح
أضاحي عيد الأضحى لسنة 2025، في محاولة لإنقاذ القطيع الوطني من الانهيار بعد موجة
ندرة غير مسبوقة وارتفاع جنوني للأسعار حوّل الأضحية إلى كابوس مالي.
الخطاب حمل بُعداً إنسانياً واقتصادياً
واجتماعياً، يروم إلى ترسيخ ثقافة التضامن والتعقل في ظل ظرفية حرجة تهدد الأمن
الغذائي الحيواني للبلاد.
لكن ما إن خفت صدى الخطاب الملكي، حتى
برزت مظاهر التحايل والالتفاف على روحه ومضمونه، حيث عمدت بعض الشرائح من
المواطنين إلى استغلال بعض الانخفاض المؤقت في الأسعار، فهرعوا إلى اقتناء الأضاحي
وذبحها مبكراً، وتخزينها في المجمدات المنزلية، في مشهد صادم يضرب في العمق قيم
التآزر الوطني، ويكشف عن سلوك أناني يهدد الجهود المبذولة لإعادة التوازن للقطيع
الوطني الذي يعاني أصلاً من نكسة ديمغرافية "حيدو من القطرة زيدو
القادوس".
هذا السلوك الانتهازي لا يمكن أن يمر
دون محاسبة، بل يستوجب تدخلاً فورياً من السلطات العمومية، لتطويق هذه الظاهرة
الخطيرة التي تعبث بخطة ملكية تحمل في جوهرها بعداً استراتيجياً لإنقاذ الثروة
الحيوانية.
التغاضي عن هذه الممارسات قد يشجع
مزيداً من التحايل، ويحوّل مبادرة سامية إلى فشل جماعي تتحمل مسؤوليته الدولة
والمجتمع على حد سواء.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك