أنتلجنسيا المغرب:أبو ملاك
في خطوة تعكس تحولا استراتيجيا في
الموقف الفرنسي، أعلن المدير العام لمجموعة الوكالة الفرنسية للتنمية، ريمي ريو،
عن توجهه نحو الأقاليم الجنوبية للمملكة، في مهمة ميدانية تقوده إلى العيون
فالداخلة، مؤكدا أن هذه الزيارة تأتي ضمن التفعيل العملي للإعلان المشترك الموقع
بين الملك "محمد السادس" والرئيس إيمانويل ماكرون.
المهمة ليست مجرد زيارة بروتوكولية،
بل تجسد إرادة سياسية واضحة في دعم مغربية الصحراء على الأرض، وتكريس الشراكة
التنموية بين الرباط وباريس.
ريو، الذي التقى بوزير الخارجية ناصر
بوريطة في الرباط، شدد على أن الأقاليم الجنوبية المغربية لم تعد فقط مجالا
للتضامن السياسي، بل صارت ورشا مفتوحا للاستثمار الدولي، واصفا الصحراء المغربية
بأنها "جسر استراتيجي مع إفريقيا جنوب الصحراء" عبر الواجهة الأطلسية،
في تصور يعكس تغييراً عميقاً في كيفية مقاربة فرنسا لقضية الصحراء، ليس فقط من
منظور سياسي، بل كمجال استراتيجي حيوي للتنمية العابرة للحدود.
وقد أبرز المدير العام للوكالة
الفرنسية للتنمية أن المغرب يحتل موقع الشريك الأول لفرنسا على مستوى التعاون
التنموي، مؤكدا أن المملكة تحتضن ما يزيد عن 70 مشروعا تنمويا ممولا من طرف
الوكالة بقيمة تفوق 30 مليار درهم، بجهود ميدانية يقوم بها أكثر من 80 موظفا
متخصصا. وهي أرقام تؤكد أن الحضور الفرنسي في المغرب تجاوز مرحلة الخطابات إلى
التنفيذ العملي والميداني في مختلف جهات المملكة، خاصة في الأقاليم الجنوبية.
هذه الزيارة، التي تأتي بعد التوقيع
على شراكة استثنائية بين جلالة الملك محمد السادس والرئيس ماكرون، تبرز أن
الدينامية الجديدة في العلاقات المغربية الفرنسية لم تعد خاضعة لمنطق التأجيل أو
المجاملة، بل انطلقت بالفعل على الأرض، لتُترجم في مشاريع ملموسة تخدم التنمية
وتكرس الاعتراف الفعلي بمغربية الصحراء، وهو ما يشكل رسالة سياسية قوية موجهة لكل
من لا يزال يراهن على التردد أو الغموض في هذا الملف.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك