الكتاب جماعي إشكالية التنمية المحلية بمدينة سيدي يحيى الغرب .تصورات ومقترحات قصدية المبادرة

الكتاب جماعي إشكالية التنمية المحلية بمدينة سيدي يحيى الغرب .تصورات ومقترحات  قصدية المبادرة
مقالات رأي / الأربعاء 12 نونبر 2025 / لا توجد تعليقات: تهنئة بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة

بقلم : الدكتور محمد أحدو

​يمثل الكتاب الجماعي "إشكالية التنمية المحلية بمدينة سيدي يحيى الغرب"، والذي يتبنى مقاربة مدنية تشاركية بنفس ثقافي، وثيقة مرجعية قدمها المنخرطون في صياغة هذا المشروع؛ إيماناً منهم بأهمية الارتقاء بالنقاش العمومي حول قضايا المدينة.

تهدف هذه الوثيقة إلى وضع أسس للتفكير الجماعي لتنمية مدينة سيدي يحيى الغرب، بعيداً عن أي حسابات انتخابية أو توجهات سياسية أو مذهبية.

يتمثل القصد الأساسي في تنوع مشارب المشاركين وغايتهم في الالتفاف حول المبادرة، كرسالة تعبر عن أن مصلحة المدينة – التي يُفترض أن تكون خالصة – تنتفي أمامها كل الحساسيات والحسابات.

إن غاية المجموعة المشاركة هي التطوع في وضع مبادرة أمام الرأي العام المحلي والوطني، تستهدف تجريب أسلوب مدني ثقافي يجمع بين الفاعل الثقافي والباحث الأكاديمي من أبناء المدينة وخارجها، مع ما تطوع من الفاعلين المدنيين المحليين المواكبين لحاجات مدينتهم اليومية، بقصد نبيل يتمثل في الاجتهاد لبلورة مقترح تنموي خالص.

​فالمشروع، في جوهره، يتعالى عن كونه مقترحاً وظيفياً ظرفياً مرتبطاً بورشات آنية أو نقاشات محدودة في الزمان والمكان؛ بل هو خارطة طريق أمام أي مسؤول محلي، حاضراً ومستقبلاً، ممن آثروا التطوع لمباشرة مصالح الساكنة. يستلهم منه المسؤول روح المبادرة والاقتراح، مما يمكنه من تحديد الأولويات والاحتياجات المحلية.

قد يغيب المشروع عن نقاشات ظرفية، لكن حضوره سيبقى إرثاً للمدينة وأبنائها، بما يحمله من قابلية للتعديل والاستزادة والإلغاء حسب الضرورة والحاجة. فهو مشروع لا يدعي الكمال كأي مشروع جماعي تطوعي، بل هو بناء يمكن الانطلاق منه في مبادرات مدنية لا يُقصى منها أحد، ومفتوحة أمام كل الاجتهادات القادمة لمن أراد التطور في صياغة مقترحات مكتوبة تعبر عن الحاجيات المشروعة لمدينة تريد أن تهب عليها رياح التنمية. إن الكتاب الجماعي، كمبادرة لا تدعي الكمال والإحاطة بكل حاجات المدينة، هو ملك للمدينة وأبنائها بمختلف مواقعهم وتوجهاتهم، كمكتسب يمكن تطويره وتعديله.

​فهو شكل من أشكال التفكير الجماعي المكتوب، الذي يُحوّل الفاعل المحلي من مجرد ناطق شفوي أو فاعل رقمي في العالم الافتراضي إلى منخرط بالرأي المكتوب.

نتطلع أن يصبح هذا الأسلوب في التعبير الجماعي عبر التوثيق تقليداً تعاقدياً يُلزم الفاعل السياسي المحلي والمسؤول الترابي بتحمل مسؤولية التجاوب مع مضامينه ومقترحاته التي يمكن تفعيلها، ضمن مقاربة تشاركية يؤسسها مفهوم الديمقراطية.

وحتى إن كانت الجهة المبادرة في صياغة هذا المشروع أقلية، فقد فضلت أن تُبلِّغ رسالتها عوض الاستسلام لواقع لم يعد مقبولاً أن تظل عليه مدينة قدمت الكثير للوطن من رجالات المقاومة وأعضاء جيش التحرير، والشرفاء والشهداء الذين سقطوا في ساحة الشرف دفاعاً عن قضية الأمة، كالشهيد بلقصيص، ومن أطر وكفاءات في مختلف الحقول (تعليمياً، ثقافياً، رياضياً...) وهم كُثر بالداخل والخارج.

​لذا، لم يعد الكتاب الجماعي، منذ صدوره، ملكاً لمؤلفيه، بل هو مشروع مدينة ومنطلق لبداية كل المبادرات الخيّرة تجاهها، ونواة لأي مبادرة تتجاوز الأشخاص ومتطلبات مرحلة أو نقاشات عابرة.

بل لنجعل منه المنطلق للتفكير بصوت مرتفع، حباً في مدينة تئن من التهميش والبؤس وانسداد الأفق الذي تعيشه منذ زمن، وليكون تقليداً جديداً نحو تفعيل مبدأ المسؤولية والمحاسبة والمتابعة لكل راغب يرى في نفسه القدرة على تحقيق تطلعات المدينة وساكنتها وتمثيلها، حيث يكون ملزماً بالتقيد بما أجمعت عليه عقول أبناء المدينة من أفكار ومقترحات عليه الالتزام بها

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك