فرنسا على حافة العاصفة الداخلية بعد دعوة جنرال لإعداد البلاد لسيناريوهات قاسية

فرنسا على حافة العاصفة الداخلية بعد دعوة جنرال لإعداد البلاد لسيناريوهات قاسية
دولية / الخميس 20 نونبر 2025 / لا توجد تعليقات: تهنئة بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة

أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا

تحولت تصريحات الجنرال فابيان ماندون إلى كرة نار سياسية بعدما دعا رؤساء البلديات في فرنسا إلى تهييء المجتمع لتحمل كلفة مواجهات مستقبلية وصفها بالقاسية. الجنرال تحدث عن ضرورة الاستعداد النفسي لقبول تضحيات كبرى من بينها ما سمّاه فقدان الأبناء إلى جانب الدخول في مرحلة اقتصادية خانقة تفرضها أي مواجهة محتملة مع روسيا. هذه اللغة الثقيلة دفعت الرأي العام إلى قراءة الرسالة باعتبارها تحذيراً من مرحلة تتجاوز مجرد المناورات العسكرية وتلامس عمق البنية المجتمعية الفرنسية.

وأشار ماندون إلى أن موسكو تتحضر لمواجهة قد تنشب مع حلف شمال الأطلسي في أفق عام 2030 مؤكداً أن فرنسا تمتلك عتاداً متطوراً ونظاماً دفاعياً قادراً على المواجهة. لكنه شدد على أن ما ينقص البلاد هو القوة الروحية التي تضمن تماسك الجبهة الداخلية وقت الأزمات وهي دعوة فهمت كتحضير مبكر لمرحلة توتر يمكن أن تضع باريس في قلب صراع واسع.

وسرعان ما انفجرت ردود الفعل السياسية حيث اعتبر جان لوك ميلونشون زعيم اليسار الراديكالي أن ما صدر عن الجنرال تجاوز خطير للمهام العسكرية وتحول غير مقبول نحو صناعة قرار سياسي لا يحق للمؤسسة العسكرية التدخل فيه. وانتقد ميلونشون ما اعتبره دعوة إلى حرب لم تقررها مؤسسات الدولة متهماً الجنرال بإشعال مخاوف لا سند لها داخل المجتمع الفرنسي.

وفي الجهة المقابلة صعّد نواب التجمع الوطني اليميني لهجتهم معتبرين خطاب الجنرال محاولة لرسم صورة مرعبة للتهديد الروسي دون اعتماد أي شرعية سياسية أو دستورية. وأضافوا أن إثارة الهلع داخل المجتمع بهذه الطريقة لا تخدم الاستقرار ولا تنسجم مع مسؤولية المؤسسة العسكرية التي يفترض أن تضبط خطابها وفق توجيهات السلطة التنفيذية.

وبين موجة التصريحات المتصاعدة والتوتر الذي أعقبها يجد الشارع الفرنسي نفسه أمام مشهد يكشف عن تصدع عميق بين مؤسسات الدولة حول كيفية قراءة المخاطر الاستراتيجية وطرق التعامل معها. فالتحذير الذي أطلقه الجنرال ماندون وإن كان يحمل بعداً عسكرياً تقنياً إلا أنه تحول في ظرف ساعات إلى محور صراع سياسي محتدم ما يعكس حجم القلق الكامن داخل فرنسا في ظل عالم يتغير بسرعة ويعيد رسم خرائط القوة والتهديد من جديد.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك