أغنى رجل في العالم يعيش في علبة إسمنت..كيف اختار إيلون ماسك التقشف بدل القصور؟

أغنى رجل في العالم يعيش في علبة إسمنت..كيف اختار إيلون ماسك التقشف بدل القصور؟
دولية / الثلاثاء 18 نونبر 2025 / لا توجد تعليقات: تهنئة بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة

أنتلجنسيا المغرب:لبنى مطرفي

في مفارقة صادمة تتناقض مع ثروة تقترب من التريليون دولار، قرر الرئيس التنفيذي لـ«تسلا» و«سبيس إكس» إيلون ماسك أن يتنصل من كل مظاهر الثراء الفاحش، ويتخلى عن القصور والممتلكات العقارية الفاخرة، ويختار حياة متقشفة لا تشبه إطلاقاً صورة الملياردير الأكثر تأثيراً في عصر التكنولوجيا. فبحسب مجلة «فوربس»، اختار ماسك أن يركز على مشاريعه الكونية والصناعية بدلاً من الانشغال بترف الحياة ومظاهرها الخارجية.

هذا التحول الجذري بدأ بتغريدة واحدة فقط، قبل أن ينتهي ببيع جميع أملاكه العقارية. وفي عام 2020، فجّر ماسك مفاجأة ضخمة بإعلانه التخلي عن كل ممتلكاته المادية، ثم باع بالفعل سبعة منازله الفخمة المنتشرة عبر الولايات المتحدة، بقيمة تجاوزت 100 مليون دولار، في خطوة فسّرها بأنها قطيعة مع فكرة إثبات النجاح من خلال الرفاه المظهري، وأن اهتمامه الحقيقي يجب أن ينصب بالكامل على «تسلا» ومركباتها الجديدة، و«سبيس إكس» وصواريخها القابلة لإعادة الاستخدام.

وما بدا قراراً رمزياً في البداية، تحول سريعاً إلى أسلوب حياة فعلي. فقد كشف ماسك مؤخراً، في مكالمة فيديو، عن المنزل الوحيد الذي يعيش فيه اليوم: وحدة سكنية صغيرة قرب موقع «ستاربيس» لإطلاق الصواريخ، لا يتعدى ثمنها 8000 دولار فقط. المسكن عبارة عن غرفة واحدة وحمام وساحة بسيطة محاطة بسور أبيض، ومع ذلك يؤكد ماسك أنه منزله الوحيد، وأنه أنفق عليه بعض التحسينات، بينما ظل أصدقاؤه غير مصدقين لبساطته. ورغم بساطة المسكن، تظل ثروته موزعة في أسهم كبرى داخل «تسلا» و«سبيس إكس» و«xAI» ومنصة «X».

اختيار ماسك لهذا الأسلوب لم يكن نزوة عابرة، بل امتداداً لنمط حياة يضع العمل في قمة الأولويات. فالرجل الذي يقود اثنتين من أهم شركات الابتكار في العالم اعتاد النوم على أرضية مصنع «سبيس إكس» أو على أريكة في «تسلا»، بدلاً من العودة إلى مسكن فاخر يبعده عن جدول عمله المكثف. إنه سلوك يبتعد تماماً عن الثقافة التقليدية للطبقة الثرية التي تعتبر القصور والسيارات والممتلكات دليلاً على المكانة، ويعكس رؤية مختلفة يعتبر فيها أن ثروته يجب أن تُسخر لتغيير العالم، وليس لإحاطة نفسه بالجدران الذهبية.

بهذه الفلسفة يعيش إيلون ماسك ما يسميه البعض «التقشف الاختياري»، حيث يفضل الاقتراب من مواقع العمل الميداني على حياة الرفاه والاستهلاك. وبينما يواصل بناء الصواريخ ومراكمة الابتكارات، تظل قصته مثالاً نادراً لملياردير يرى القيمة الحقيقية في المستقبل الذي يصنعه، لا في القصور التي يمكنه امتلاكها.


لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك