الجيش ينقلب على راجولينا: عودة "كابسَات" تهز مدغشقر وتعيد شبح انقلاب 2009

الجيش ينقلب على راجولينا: عودة "كابسَات" تهز مدغشقر وتعيد شبح انقلاب 2009
دولية / الأربعاء 15 أكتوبر 2025 - 08:53 / لا توجد تعليقات:

تهنئه بمناسبه ذكرى عيد الشباب المجيد

أنتلجنسيا المغرب: حمان ميقاتي/م.كندا

في خطوة درامية أعادت إلى الأذهان مشهد انقلاب عام 2009، أعلنت وحدة النخبة في جيش مدغشقر "كابسَات" سيطرتها الكاملة على السلطة بعد أسابيع من الاحتجاجات العارمة ضد الرئيس أندري راجولينا، الذي أقاله البرلمان بتهمة التقصير في أداء الواجب. الإعلان العسكري الذي بثته الإذاعة الوطنية مثّل لحظة مفصلية في تاريخ الجزيرة الإفريقية، إذ جاء بمثابة إنهاءٍ رسمي لحكم راجولينا، الرجل الذي كان قبل 15 عامًا قد صعد إلى السلطة بدعم من الجيش نفسه.

الكولونيل مايكل راندريانيرينا، قائد الوحدة التي تولت زمام الأمور، قال بلهجة حازمة: "لقد تولينا السلطة لإنقاذ البلاد من الشلل التام"، معلنًا تشكيل لجنة انتقالية تتكون من ضباط من الجيش والدرك والشرطة، إلى جانب مستشارين مدنيين لتسيير شؤون البلاد مؤقتًا. وأوضح أن الهدف ليس الحكم العسكري الدائم، بل إعادة النظام والاستجابة لمطالب الشارع الغاضب الذي اتهم النظام السابق بالفساد وسوء الإدارة وغياب الرئيس المستمر عن البلاد.

المشهد السياسي في أنتاناناريفو انقلب رأسًا على عقب، فبعد لحظات من تصويت البرلمان بأغلبية ساحقة على عزل راجولينا، تحركت وحدات النخبة في العاصمة لتأمين القصر الرئاسي ومقر الحكومة، في مشهد وصفه المراقبون بأنه “انقلاب ناعم” جاء في لحظة فراغ دستوري خطير. الجيش أكد أنه لم يكن أمامه خيار سوى التدخل لإعادة الاستقرار بعد أن أصبح لا رئيس ولا حكومة ولا مؤسسات فاعلة.

ورغم أن الخطاب العسكري بدا تصالحيًا في ظاهره، إلا أن الشارع الماديغاشي منقسم بين من يرى في "كابسَات" المنقذ من الفوضى، ومن يخشى عودة قبضة العسكر إلى الحكم. وأكد الكولونيل راندريانيرينا أن الانتخابات المقبلة ستُجرى خلال 18 شهرًا إلى عامين، مع إشراك القوى المدنية وحراك "جيل زد مادا" الذي قاد التظاهرات الأخيرة، في محاولة لتجنب العزلة الدولية وإعادة الثقة في المسار الانتقالي.

وبينما يترقب المجتمع الدولي المشهد بحذر، تتصاعد المخاوف من أن تتحول مدغشقر إلى ساحة جديدة من ساحات الصراع الجيوسياسي بين روسيا والغرب، خاصة في ظل تمدد النفوذ الروسي في إفريقيا جنوب الصحراء. ومع عودة "كابسَات" إلى الواجهة ضد الرئيس الذي دعمته يومًا، تبدو الجزيرة أمام فصل جديد من تاريخها المضطرب، حيث تتقاطع الطموحات العسكرية مع آمال الشارع المرهق الباحث عن دولة مستقرة تُنهي عقدًا ونصفًا من الأزمات والانقلابات المتكررة.

 

لا توجد تعليقات:

للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.

أضف تعليقك