أنتلجنسيا المغرب:حمان ميقاتي/م.كندا
في مشهد مأساوي تكرر دون كلل أو شفقة، فتحت قوات الاحتلال
الإسرائيلي نيرانها على آلاف الفلسطينيين العزل في محور "نتساريم"، لحظة
خروجهم لاستقبال المساعدات الإنسانية التي أصبحت الأمل الأخير للبقاء.
كان الجوع
حافزهم، والأمل دليلهم، لكن الرصاص كان في استقبالهم، ليسقط العشرات بين شهيد
وجريح في مجزرة جديدة تضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات التي أصبحت
"روتيناً" يومياً في غزة المحاصرة.
الغريب أن هذه الفظاعات لم تعد تثير الغضب العربي أو الإسلامي
كما في السابق، بل صار الصمت هو اللغة الرسمية للعواصم التي اعتادت التغني بفلسطين
في خطب الجمعة والمهرجانات الموسمية.
مقابل هذا
الصمت المريب، ترتفع أصوات غربية بين الحين والآخر تستنكر المجازر وتدين الحصار،
في مفارقة صارخة تكشف عن تراجع مأساوي للموقف العربي الرسمي الذي استقال من دوره
التاريخي واكتفى بمراقبة المجازر من وراء الشاشات.
الخلل في القضية الفلسطينية
لم يعد في توازن القوى العسكرية ولا في الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل، بل في
تآكل الضمير العربي وتدجين الشعوب وتكبيل الإرادة السياسية.
غزة اليوم لا تحتاج فقط إلى خبزٍ ودواء، بل إلى
كرامة عربية تستفيق من سباتها، وتسترجع شرف القضية التي كانت عنوان كل حر في هذا
الوطن الكبير.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك