أنتلجنسيا المغرب: الرباط
في قديم الزمان، في بلدة شرقية بعيدة،
عاش حطّاب فقير اسمه علي بابا. كان يخرج كل يوم إلى الغابة ليجمع الحطب ويبيعه
ليكسب قوت يومه. ذات يوم، وبينما كان يجمع الحطب، سمع صوت صهيل خيل وهمسات قادمة
من بعيد، فاختبأ خلف صخرة ليرى ما يجري.
رأى أربعين لصًا مدججين بالسيوف
يتقدمون نحو صخرة كبيرة. اقترب زعيمهم منها وهتف بصوت عالٍ: "افتح يا سمسم!"
فانشقّت الصخرة عن باب سري دخل منه اللصوص واحدًا تلو الآخر، ثم أُغلق الباب خلفهم.
ظل علي بابا يراقب المكان حتى خرج
اللصوص مجددًا وقال زعيمهم "أغلق يا سمسم!" فأغلقت الصخرة كأن شيئًا لم
يكن. ما إن غادروا حتى اقترب علي بابا من الصخرة وردّد الكلمات نفسها، ففتح الباب
السحري.
دخل علي بابا ليجد مغارة مليئة بالذهب
والمجوهرات والحرير والكنوز التي لا تعد ولا تحصى، وهي بالتأكيد مسروقة من ضحايا
هؤلاء اللصوص. أخذ علي بابا بعض الذهب وخبّأه في أكياس وعاد إلى منزله مسرورًا
لكنه حذر، لم يخبر أحدًا سوى زوجته.
لكن أخاه القاسي الطمّاع
"قاسم" لاحظ تغيّر حال علي بابا، وألحّ عليه بالسؤال حتى أخبره بالأمر
بعد إلحاح شديد. انطلق قاسم إلى المغارة وردد "افتح يا سمسم"، فدخل وذهل
بما رأى، وجمع ما قدر عليه.
لكن طمعه أعماه، فحين أراد الخروج نسي
كلمة السر وظل يصرخ بكلمات خاطئة. عاد اللصوص ووجدوه داخل الكهف، فقبضوا عليه
وقتلوه دون رحمة، وعلّقوه في المغارة ليكون عبرة لمن تسوّل له نفسه السرقة منهم.
قلق علي بابا من غياب أخيه، فذهب يبحث
عنه، وعندما وجد جثته، أحزنته النهاية لكنه لم يستطع المخاطرة بكشف السر. استعان
بجارية ذكية تعمل عنده تُدعى "مرجانة"، فدبّرت خطة لنقل الجثة سرًا
ودفنها دون إثارة شكوك.
علم زعيم اللصوص أن أحدًا اكتشف سرهم،
فقرر التنكر كتاجر زيت وذهب إلى المدينة مع أربعين جرّة، في كل واحدة منها لص
مختبئ. لكن مرجانة لاحظت حركة غريبة، فاكتشفت الخدعة وسكبت الزيت المغلي في كل
جرّة، وقتلتهم جميعًا.
أما الزعيم، فدخل إلى بيت علي بابا
محاولًا الانتقام، لكنه لم يعلم أن مرجانة كانت له بالمرصاد، فقتلته بخنجر خفي قبل
أن يؤذي أحدًا. بذلك تخلّص علي بابا من خطر الأربعين حرامي بذكاء وشجاعة الجارية
الوفية.
قرر علي بابا أن يحتفظ بسر المغارة
لنفسه، لكنه استخدم الثروة لمساعدة الفقراء ومداواة المرضى وبناء المساجد
والمدارس، ليعيش حياة كريمة، بعيدة عن الطمع والشر.
وظلت مرجانة إلى جانبه، بل اعتبرها
كابنته، وقدر وفاءها وشجاعتها، فصارت بطلة حقيقية في أعين أهل المدينة.
أما المغارة، فظلت مطمورة في الجبل،
لا يعرف سرّها إلا علي بابا... و"افتح يا سمسم"
.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك