أنتلجنسيا المغرب:أبو جاسر
فوجئ المغاربة خلال الأيام الأخيرة، بارتفاع أسعار بعض الخضر الأساسية، في مفارقة لافتة تزامنت مع التساقطات المطرية التي شهدتها عدة مناطق فلاحية.
حيث تحولت أمطار يُفترض أن تُنعش الإنتاج إلى عامل ضغط على العرض، ما انعكس مباشرة على جيوب المواطنين، خصوصا في البطاطس والجزر والبصل الأخضر، وهي مواد حاضرة يوميا على موائد الأسر المغربية.
اختلال الإنتاج يرفع الأسعار رغم وفرة العرض
مهنيّو أسواق الجملة يعزون هذا الارتفاع، إلى تراجع إنتاج بعض الأصناف المتأثرة بالأمطار، رغم أن السوق، في المجمل، يعرف وفرة في العرض تفوق الطلب.
هذا الخلل الجزئي في سلاسل التزويد كشف مرة أخرى هشاشة التوازن بين الإنتاج والتسويق، حيث يكفي اضطراب مناخي محدود لرفع الأسعار، حتى في ظل الاكتفاء.
أرقام الجملة لا تعكس واقع التقسيط
في أسواق الجملة، تتراوح أسعار البطاطس بين 3 و4 دراهم للكيلوغرام، والبصل الأخضر بين 4 و5 دراهم، والجزر ما بين 5 و6.5 دراهم حسب الجودة، فيما تسجل الطماطم أسعارا تتراوح بين 3 و5 دراهم، والبصل الجاف بين 5 و6.5 دراهم.
غير أن هذه الأرقام، التي توصف بالمعقولة، غالبا ما تتضاعف عند وصولها إلى المستهلك، ما يطرح علامات استفهام حول مسالك التوزيع وهوامش الوسطاء.
شعبان ورمضان يرفعان منسوب القلق
مع اقتراب شهري شعبان ورمضان، حيث يرتفع الطلب الداخلي بشكل تقليدي، يعود شبح الغلاء ليخيم على السوق، وسط تطمينات مهنية بتوفر الكميات الكافية.
غير أن التجارب السابقة تجعل هذه الوعود محل تشكيك، في ظل غياب آليات صارمة لضبط الأسعار وحماية القدرة الشرائية، ما يحول كل تقلب طبيعي أو موسمي إلى أزمة اجتماعية صامتة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك