أنتلجنسيا المغرب:سميرة زيدان
تستمر أسعار اللحوم الحمراء في الارتفاع بشكل صاروخي بالمغرب، في مشهد يعكس انهياراً واضحاً في قدرة الأسر على مواجهة تكاليف العيش.
فالسوق الوطنية تعيش منذ شهور على وقع زيادات متتالية، تجاوزت في بعض المناطق حدود المعقول، وسط صمت رسمي يطرح أسئلة حادة حول دور الحكومة وأجهزتها الرقابية.
ورغم الوعود المتكررة بضبط السوق وتعزيز العرض، فإن الواقع يكشف أن لا أحد يراقب، وأن لوبيات الوساطة والمضاربة تتحكم بالكامل في سلاسل الإنتاج والتوزيع.
فالمنتجون يشكون غلاء الأعلاف، والمهنيون يتحدثون عن نقص في القطيع، لكن المستهلك المغربي يجد نفسه وحيداً أمام فوضى الأسعار وغياب أي تدخل فعلي لوقف النزيف.
ومع ضعف المنافسة وتعدد الوسطاء، تتحول اللحوم الحمراء إلى سلعة فاخرة لا تطالها سوى الفئات الميسورة، في حين يُترك ملايين المغاربة خارج المعادلة الغذائية الأساسية.
هذا الارتفاع غير المبرر يعيد إلى الواجهة سؤالاً مستفزاً، كيف يعقل أن بلدًا فلاحياً بامتياز، يصدّر منتجاته الزراعية إلى الخارج، يعجز عن تأمين لحم بأسعار عادلة لمواطنيه؟ ولماذا تتراخى الحكومة في مواجهة المضاربين الذين يحولون موائد المغاربة إلى ضحية إضافية لغياب الرقابة؟.
الواقع يُظهر أن السوق تُترك عمداً تحت رحمة منطق الربح السريع، بينما تستمر معاناة الأسر التي لم تعد قادرة على مجاراة موجة الغلاء.
في ظل هذا الصمت، يبدو أن الأزمة مرشحة للتصاعد، وأن المواطن يدفع ثمن سياسة تغضّ الطرف عن اللوبيات وتُغرق الأسواق في الفوضى بدل فرض الانضباط وحماية القدرة الشرائية.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك