أنتلجنسيا المغرب: الدار البيضاء
شهدت مدينة الدار البيضاء لحظة احتفاء مميزة بتتويج ستة طلبة من
نخبة مؤسسات التعليم العالي في المغرب خلال حفل تسليم جوائز بطولة البورصة 2025،
وهي مسابقة تجمع بين التحدي والمعرفة في عالم الاستثمار المالي. المسابقة تقوم على
محفظة افتراضية بقيمة مليون درهم، يُطلب من المشاركين إدارتها باحترافية عبر شراء
وبيع الأسهم في بيئة محاكاة حقيقية لسوق المال المغربي.
نال الطالب رضا آيت علال محمد من المدرسة العليا للإدارة
والأعمال بأكادير لقب بطل النسخة بعدما حقق أداءً استثماريا لافتا بلغ 46,35 في
المائة، متبوعًا بنور الدين آيت بوقري من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات
التقنية ببنجرير، ثم سلمى عمرو من المدرسة المغربية لعلوم المهندس بالرباط، ومحمد
شيفاحي من المدرسة العليا للدراسات الاقتصادية والتجارية والهندسية بمراكش، وإلياس
مستعيد من المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بسطات، وأخيرًا ندى بن فكري من جامعة
ابن طفيل بالقنيطرة.
الاحتفاء لم يكن رمزيًا فقط، بل مثّل أيضًا اعترافًا بقدرات
الشباب المغربي في قراءة الأسواق واستيعاب ديناميات المال والأعمال. فقد حصل
الفائزون على جوائز من بورصة الدار البيضاء، وتكوين متخصص من المعهد الدولي
للأوراق المالية والاستثمار، إلى جانب برنامج إرشاد لمدة عام كامل من شبكة
“لندن-المغرب” التي تضم كفاءات مغربية بارزة في الميدان المالي العالمي.
وعلى مدى خمسة أسابيع من المنافسة، أبدع أكثر من ألفي طالب
وطالبة في اختبار مهاراتهم ضمن منصة e-Bourse.ma الرقمية، التي طورتها بورصة الدار البيضاء بشراكة مع TradingView، حيث تمكن
المشاركون من تصميم استراتيجيات استثمارية حقيقية وتحليل تحركات السوق بدقة، في
تجربة تحاكي عن قرب واقع المستثمرين المهنيين.
وخلال الحفل، أكد محمد سعد، المدير العام المساعد لبورصة الدار
البيضاء، أن هذه البطولة أصبحت موعدًا سنويًا يبرهن على قدرة الشباب المغربي على
الابتكار، مبرزًا أنها “تحرك السوق وتدفعنا إلى المضي قدمًا”، في حين أشار أحمد
بناني من مدرسة البورصة إلى أن المسابقة ساهمت في ترسيخ الثقافة المالية لدى
الأجيال الجديدة، معتبرًا أنها تجربة تعليمية تفاعلية تسهم في الإدماج المالي
الوطني.
وتحرص بورصة الدار البيضاء، من خلال هذه المبادرات، على توسيع
الوعي المالي لدى الشباب وتعزيز علاقتهم بالاقتصاد الوطني، إذ تنفذ برامج تكوينية
بالتعاون مع المؤسسة المغربية للثقافة المالية، وقد تمكنت مدرسة البورصة، منذ
تأسيسها قبل ربع قرن، من تكوين أكثر من 85 ألف شخص في مجالات السوق المالي
والتدبير الاستثماري.
وتواصل بورصة الدار
البيضاء، التي تأسست سنة 1929، أداء دورها المحوري في تحديث السوق المالي الوطني،
عبر تطوير منتجاتها وخدماتها واستراتيجياتها، لتظل فضاءً نابضًا بالحيوية،
ومختبرًا حقيقيًا لتأهيل جيل جديد من المستثمرين المغاربة القادرين على الاندماج
في الاقتصاد العالمي بثقة وكفاءة.
لا توجد تعليقات:
للأسف، لا توجد تعليقات متاحة على هذا الخبر حاليًا.
أضف تعليقك